الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يبرّ الشخص والديه بعد وفاتهما إن كان عاقًّا لهما في الحياة؟

السؤال

أمّي توفيت، وأشعر بندم شديد؛ لأني أغضبتها، وكنت عصبية معها جدًّا في حياتها، فما الحل كي أجعلها تسامحني، وأرزق برّها، والعفو والمغفرة من الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يحسن عزاءك في أمّك، ونسأله أن يغفر لها، ويرحمها، ويتقبلها القبول الحسن، ويرفع درجاتها في الفردوس الأعلى، ويجمعك بها هنالك.

والواجب عليك التوبة النصوح مما وقعت فيه من العقوق، وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 29785.

واحرصي على الإكثار من عمل الصالحات، والدعاء لأمّك، والاستغفار، وغير ذلك من الأعمال التي يمكنك أن تبرّيها بها؛ عسى الله سبحانه أن يرضيها عنك يوم القيامة، فيشرع البر بالوالدين بعد موتهما كما يشرع برهما في حياتهما، قال النووي: ... ولكن ينبغي له بعد الندم على ذلك، أن يُكثر من الاستغفار لهما، والدعاء، وأن يتصدق عنهما، إن أمكن، وأن يكرم من كانا يحبّان إِكرامَه -من صديق لهما، ونحوه-، وأن يصلَ رَحِمَهما، وأن يقضي دَيْنهما، أو ما تيسر له من ذلك. اهـ.

وجاء في مجموع فتاوى ابن باز: الدعاء للوالدين، والاستغفار لهما، والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت، ولعل الله يخفف عنه بذلك ما سبق منه من عقوق، مع التوبة الصادقة.

وعليه أن يتوب إلى الله، ويندم على ما فعل، ويكثر من الاستغفار، والدعاء لهما بالرحمة، والعفو، والمغفرة، مع الإكثار من الصدقة عنهما؛ فإن هذا كله مما شرعه الله تعالى في حق الولد لوالديه. اهـ.

وننصحك بالحذر من العصبية؛ فإن ذلك مدعاة للوقوع فيما لا يرضي الله سبحانه، وما تسوء عاقبته، فيندم المرء حيث لا ينفع الندم.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 8038، ففيها بيان التحذير من الغضب وأسباب علاجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني