الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استثمار المال في البنوك والانتفاع بعوائده

السؤال

أنا رجل أبلغ 36 عامًا، عندي أربعة أولاد، وأساعد زوجتي في تربيتهم، ولا أعمل بسبب عدم وجود فرص عمل تلائمني، وأضع أموالًا في البنك، وأعيش من عائد البنك، فهل عدم شغلي وجلوسي في البيت دون عمل حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أموالك لدى بنك إسلامي يراعي الضوابط الشرعية في معاملاته, فلا حرج عليك في ذلك, ولك الانتفاع بما تجنيه من أرباح من وراء تلك المعاملة.

وأما لو كنت تدّخر مالك في بنك ربوي، ويعطيك فوائد ربوية؛ فهذا محرم.

وعليك سحب مالك، وترك التعامل مع البنوك الربوية؛ فأكل الربا من الموبقات العظيمة، وقد توعد الله عليه بالحرب، كما في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة:278-279}.

وفي حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم. أي: أنهم سواء في الإثم والمعصية، والجزاء والعقاب. وقال صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات (أي: المهلكات) قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. رواه الشيخان.

هذا فيما يتعلق باستثمار المال لدى البنوك، والانتفاع بعوائده.

وأما جلوسك في البيت لكونك لم تجد عملًا مناسبًا، ولديك مال تصرف منه على نفسك وعيالك، فلا حرج عليك في ذلك؛ لكن الوظائف والأعمال ينبغي البحث عنها، والسعي في طلبها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني