الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب المسلمين من الله الصلاة على نبيه

السؤال

أود أن أستفسر، أو آخذ رأيك حول قصة قديمة تقول: إنه كان يا ما كان ملك أصدر أمرا كما يلي:
إن الملك ووزراءه يسقون الزرع، فيا أيها الناس اسقوا أنتم الزرع، بعد هذا الأمر الملكي بدأ الناس ينفذون أمر الملك بسؤال الملك يا أيها الملك اسق الزرع، يا أيها الملك اسق الزرع، وبقوا يرددونها ظنا منهم أنهم ينفذون أمر الملك.
الظاهر أنهم جهلة في اللغة، أو ممكن لسبب آخر.
مَرَّ الزمن، ونزلت الآية: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وبدأ الناس بعدها ينفذون أمر ملك الملوك بسؤال تعالى: اللهم صل على محمد, اللهم صل على محمد، أو القول: صلى الله عليه وسلم.
مع أن كل دعواهم وسؤالهم لا يحقق أمره تعالى؛ لأن الله تعالى يطلب منا أن نصلي على النبي، ولم يطلب منا أن ندعوه -تعالى- ليصلي على النبي، فالله يريدنا أن نفعل ما هو يفعله، وهو الصلاة على النبي، وليس دعوة الله للصلاة على محمد.
المحصلة: أعتقد أن (اللهم صل على محمد)؛ هي مجرد اختراع، ولا تنفذ الأمر المطلوب في الآية؛ لأنه لغويا ما تمشي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فظنك أن طلب المسلمين من الله -تعالى- الصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم- ليس فيه امتثال للأمر الإلهي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {الأحزاب:56}؛ ظن فاسد كاسد، وذلك أن الدين إنما يُتلقى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي علمنا كيف نصلي عليه، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الصحابة -رضوان الله عليهم- قالوا له: كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فقال: قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد... إلخ.

فطلبنا من الله أن يصلي على نبيه -صلى الله عليه وسلم- هو امتثال للكيفية التي علمناها -صلوات الله عليه- في الصلاة عليه، وهو اعتراف من البشر بعجزهم عن أداء حقه الشريف -صلوات الله عليه-، ومن ثَمَّ، فإنهم يطلبون من الله -تعالى- أن ينزله المنزل اللائق به، ويتفضل عليه برحمته، وثنائه عليه في ملئه الأعلى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني