الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرأي في مقولة: "نحب الله فوق محبة الإيمان والجنة"

السؤال

هل قول: "نحب الله فوق محبة الإيمان والجنة" صحيح؟ عرفت أن محبة الإيمان والجنة تابعة لمحبة الله. جزاكم الله أحسن الجزاء، وبارك الله فيكم وأهليكم أجمعين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمحبة الله تعالى مقدمة على كل محبة، ففي الصحيح من حديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... الحديث. وقال تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ {التوبة:24}.

فالإيمان وشُعبُه كل هذا محبوب لنا؛ لأن الله أمر به، فحبّه تابع لمحبة الله تعالى، ولا تكون محبة التابع كمحبة المتبوع، والجنة محبوبة لنا؛ لأن الله خلقها كرامة لعباده، ورغبهم فيها، وأعظم كرامة أهل الجنة هو ما يتنعمون به بمجاورة الرب تعالى، والنظر إلى وجهه الكريم، وقد نقل ابن القيم عن بعض العارفين قوله: والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته. انتهى.

فلا يجوز أن يعدل المؤمن بمحبة الله تعالى شيئًا.

ونحذرك من التنطّع والتعمّق؛ فإن ذلك منهي عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني