الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجلوس للذكر منفردا في مسجد يذكرون الله فيه بأذكار بدعية جماعة

السؤال

ما حكم الجلوس لأداء أذكار بعد الصلاة منفردا في مسجد فيه بدع الذكر جهرا وجماعة؟
وهل يجوز أن أجلس لذكر الله حتى تشرق الشمس منفردا -وهم يؤدون ذكرهم جماعة- حتى لا أضيع الأجر بالذهاب، والذكر في المنزل، حتى تشرق الشمس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في الجلوس في المسجد المشار إليه للذكر، وقد قال تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى {فاطر:18}، وقال سبحانه: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام:164}.

وأما ما ورد عن ابن عمر من أنه خرج من مسجد حين سمع بدعة فيه، كما في سنن أبي داود -وحسنه الألباني- عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَثَوَّبَ رَجُلٌ فِي الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ قَالَ: اخْرُجْ بِنَا فَإِنَّ هَذِهِ بِدْعَةٌ. اهــ

فهذا في ذاته لا يدل على تحريم البقاء، أو وجوب الخروج، وإنما يدل على جواز الخروج، وقد ذكر العلماء أن مثل هذا يدل على جواز الخروج من المسجد بعد الأذان، وفرق بين الجواز والوجوب.

قال ابن رجب الحنبلي في فتح الباري عند ذكره لمسألة الخروج من المسجد بعد الأذان للعذر: ‌فيجوز ‌الخروج ‌منه -أيضا - للصلاة في غيره، كما فعل ابن عمر -رضي الله عنه-. روى أبو داود من حديث أبي يحيى القتات، عن مجاهد، قال: كنت مع ابن عمر، فثوب رجل في الظهر أو العصر، فقال: اخرج بنا؛ فإن هذه بدعة. وأبو يحيى هذا، مختلف فيه. اهــ كلامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني