الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من حلف أيمانا كثيرة لا يعلم عددها

السؤال

كنت في الصف الثالث الثانوي، وكنت مريضا بالاكتئاب، وكنت لا أستطيع المذاكرة بالليل بعد صلاة العشاء؛ لدرجة أني كنت أنام وأنا جالس في مكاني، يعني هذه أعراض المرض (النوم أثناء الجلوس)، ولم أجد علاجا لهذا المرض، غير أني كنت أذاكر، وأنا واقف، ولكني كنت أتعب من الوقوف، ولا أستطيع أن أكمل المذاكرة بعد فترة من الليل. فكنت أحلف أني مثلا سأظل هذه الليلة بأكملها أذاكر، وأنا واقف لأجبر نفسي على المذاكرة، وأنا واقف. لعلمي بحكم حنث الحلف، ولكني كنت أعجز عن المواصلة، وأجلس على الكرسي بعد فترة، فأنام وأنا جالس بسبب هذا المرض. وحلفت أكثر من مرة هكذا، ولا أذكر العدد، ولكنه عدد كبير جدا.
فماذا أفعل لأكفر عن الحنث في حلفي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك عند الجمهور أن تكفر عن كل يمين من تلك الأيمان، فإن جهلت عددها، فإنك تعمل بالتحري، وتكفر ما يحصل لك معه اليقين، أو غلبة الظن ببراءة ذمتك به.

ومذهب الحنابلة أنه تكفيك كفارة واحدة لجميع تلك الأيمان، وانظر التفصيل في الفتوى: 391042.

والمفتى به عندنا هو قول الجمهور، والعامي يقلد من يثق به من أهل العلم؛ كما بيناه في الفتوى: 169801.

والكفارة هي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن عجزت عن جميع هذه الخصال، فإن عليك صوم ثلاثة أيام، والأحوط أن تكون متتابعة خروجا من الخلاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني