الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرح بما يصيب الكفار المحاربين ليس من الشماتة

السؤال

قال الله تعالى: (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)، فما الفرق بين هذا وبين الشماتة المنهي عنها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الفرح بما ينزل من البلاء بالكفار المعتدين والظلمة المفسدين، ليس من الشماتة المنهي عنها شرعًا؛ فالشماتة المنهي عنها، هي الشماتة بالمسلم غير المعتدي، كما سبق في الفتاوى: 255496، 353881، 425767.

وقوله سبحانه: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ {التوبة:14}، يدل على مشروعية الفرح بما يصيب الكفار المحاربين، قال الخازن في "لباب التأويل في معاني التنزيل": وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ {التوبة:14}، يعني: ويبرئ داء قلوبهم مما كانوا ينالونه من الأذى منهم، ومن المعلوم أن من طال تأذِّيه من خصمه، ثم مكّنه الله منه، فإنه يفرح بذلك، ويعظم سروره، ويصير ذلك سببًا لقوة اليقين، وثبات العزيمة.

قال مجاهد، والسدي: أراد صدور خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعانت قريش بني بكر على خزاعة حتى قتلوا منهم، ثم شفى الله صدور خزاعة من بني بكر حتى أخذوا ثأرهم منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني