الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف مَن يرفعون صوت الموسيقى بأنهم لا يستحون هل يعد غيبة؟

السؤال

نحن نعيش في بلد كافر، وقريب من منزلنا تُبنى مدرسة، والعمال كانوا يستمعون للموسيقى بصوت مرتفع، فقال شخص: "هؤلاء لا يستحيون، ويجب على الجيران أن يشكوهم، وإن أرادوا أن يسمعوا الموسيقى، فليضعوا السماعات في آذانهم"، فهل هذه المقالة تعد غيبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان العمال المذكورون مسلمين؛ فإنهم مجاهرون بالمعصية، ولا إثم على المتكلّم في حقهم، بأن وصفهم بأنهم لا يستحيون، ولا غيبة لهم هنا؛ لأنهم لا يكرهون أن يُحكى عنهم ما هم فيه، بل هم مسرورون به، قال النفراوي في الفواكه الدواني: كما أن الفاسق متجاهر بكبائره، فيجوز ذكر كلٍّ بما يتجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب، إلا أن يكون لجوازه وجه آخر مما سنذكره، هذا كلام النووي، ونحوه قول القرافي: المعلن بالفسوق لا يضر أن يحكى ذلك عنه؛ لأنه لا يتألّم إذا سمعه، بل يسرّ بتلك المخازي، والغيبة إنما حرمت لحقّ المغتاب، وتألّمه بذكر المكاره وهذا لا يتألّم بذلك. اهـ باختصار.

وراجع المزيد في الفتوى: 407311.

وإن كان هؤلاء العمال كفارًا، فينطبق عليهم حكم غيبة الكافر، وقد سبق تفصيل هذه المسألة في الفتوى: 219355.

ويحقّ للجيران، ومن يتأذّى من هؤلاء العمال أن يرفع شكوى للجهات المختصة في ذلك البلد؛ لإزالة الضرر، وكفّ شرّ أولئك الأشخاص عن إيذاء غيرهم؛ فمن القواعد المعروفة في الشرع: الضرر يزال. إضافة إلى حديث: لا ضرر, ولا ضرار.

وراجع المزيد في الفتوى: 125496.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني