الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وضع الوشم على صورته

السؤال

أجد بعض المعارف حاليا يقومون بتعديل صورهم الفوتوغرافية، وإضافة وشم إلى ذراعهم في الصورة، مع معرفتهم أنه حرام شرعا، فلا يقومون برسمها حقيقة، ولكن يضيفونها للصور بالتعديل عليها.
هل في ذلك شبهة حرمانية؟ وكيف أنصحهم بطريقة غير منفرة لهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالوشم محرم؛ كما سبق في الفتوى: 28186. فلا يجوز فيما نرى وضع الوشم على الصورة؛ لأن هذا أولا فيه نوع تشبه بالموشومين، وقد نص الفقهاء على أن من مشى متمايلا كالسكارى أنه متشبه بهم.

قال نجم الدين الغزي المتوفى سنة 1061 في كتابه ( حسن التنبه لما ورد في التشبه): ومن دخل الأسواق متمايلا صارخا على هيئة السكارى؛ فهو متشبه بهم، كائن معهم، ومن ابتلع دواء يوهم الناس أنه شيء مسكر، أو مخدر؛ فهو متشبه بالحشاشين والمتكيفين. اهــ

وهذا ظاهر أيضا فيمن جعل صورته على هيئة الموشومين، فكما يحرم أن يصور نفسه، وهو يشرب الخمر، أو يحمل كاس خمر، أو يأكل الخنزير، فيحرم عليه أن يصورها، وهو موشوم.

ووضع الوشم على صورته لا يخلو أيضا من رضا وقبول بالوشم، وهو غير جائز.

قال الغزالي في إحياء علوم الدين: ومحب المعصية والراضي بها عاص. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني