الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأهل الذين يشاهدون الأفلام والمسلسلات... مجالسة أم متاركة

السؤال

ماذا أفعل مع والدي وإخوتي فهم يجلسون طول اليوم أمام التلفاز يشاهدون المسلسلات والأفلام والبرامج الرياضية. وقليلا جدا ما يشاهدون قناة قرآنية، ويصلون في المنزل، وأحيانا تتأخر صلاتهم.
وقد نهيتهم كثيرا عن التلفاز، ولا أجلس معهم إلا أثناء الطعام؛ لأنه يكون في غرفة واحدة، وأصبحت طول اليوم في غرفة وهم في غرفة، ولا أجلس معهم إلا كما ذكرت.
فهل هذا عقوق؟ وهل جلوسي معهم في حضرة منكر مع إنكاره بقلبي، أفضل، أم الاستمرار على ما أنا عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تنصح والديك وإخوتك الذين يؤخرون الصلاة، ولا يشهدونها في المساجد، ويشاهدون المسلسلات والأفلام المشتملة في الغالب على مشاهد محرمة. وتبين لهم حكم الشرع، وتطلعهم على كلام أهل العلم الموثوق بهم في هذا الأمر، وتجتهد في حثهم على مشاهدة البرامج النافعة والدروس المفيدة والمواعظ المؤثرة.

ولا يعد أمر الوالدين بالمعروف، أو نهيهم عن المنكر من العقوق المحرم، لكن يجب أن يكون ذلك الأمر أو النهي برفق وبلباقة وأدب، وبألفاظ لينة، مع تحين الفرص والأوقات المناسبة لذلك.

قال ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية: فصل في أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر، قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف, وينهاهما عن المنكر. وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه، يعلمه بغير عنف, ولا إساءة, ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي. انتهى.

فإن لم ينتهوا عما هم عليه، فعليك ألا تجالسهم، ولا تشاركهم فيما يشاهدون من مشاهد محرمة ولو كنت تنكر بقلبك، لكن لا حرج عليك في الجلوس معهم في غير الأوقات التي يشاهدون فيها المشاهد المحرمة، وما وراء ذلك من أمور المعيشة.

فينبغي لك أن تخالطهم وتتلطف بهم، وتعاملهم بالتي هي أحسن؛ فإن ذلك أدعى لقبولهم النصح منك.

ولمزيد من الفائدة، يمكن الرجوع إلى الفتاوى: 114849. 127577 . 75237 . 93857 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني