الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطالبة المرأة زوجها بتعويض المبيت عن المدة التي قامت فيها على أبنائه من غيرها

السؤال

ضرّتي سافرت لوالدتها المريضة لمدة شهر، وتركت لي أربعة أطفال، وأنا عندي طفلان رضيعان -ستة أشهر، وسنة ونصف-، وعادة بالكاد أهتمّ بأطفالي، وأصبحت الآن أستيقظ من الفجر إلى الساعة الثانية صباحًا، وأحيانًا أكثر، وأنا واقفة لأهتمّ بالكل، وليست لي غرفة خاصة مع زوجي، وبالتالي لم يعد لي خصوصية مع زوجي، حتى في لبسي، لم أعد ألبس مثل عادتي، فهل يحقّ لي أن أطلب منه أن يعوّضني عن هذا الشهر؛ لأني لم أعد أحصل على ليال مثل عادتي، وكل اليوم واقفة، وبالكاد أنام أربع أو خمس ساعات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حقّ لك في أن تطالبي زوجك بتعويض المبيت عن المدة التي كنت فيها قائمة على أبنائه من ضرّتك، لكن بالمقابل ما كان يجب عليك القيام على أبناء زوجك من ضرّتك، ولا رعايتهم، إلا أن تتطوّعي؛ إذ قد بيّنا في فتاوى عديدة سابقة أنه لا يجب على الزوجة القيام على أبناء زوجها ورعايتهم من امرأة غيرها، إلا أن تتطوّع بذلك، وانظري الفتويين: 148123 143613.

فإن قبلتِ وتطوّعتِ برعايتهم، فقد فعلت خيرًا، والجزاء عند الله.

وليس لهم أن يناموا معك في مكان لا خصوصية لك فيه وقت النوم، إذا كان فيهم من هو كبير يفهم المعاشرة الزوجية، وما يدور بين الزوجين؛ لأن إقامتهم معك -والحالة هذه- فيها إضرار بك، لكن في النهاية هو حق لك يسقط برضاك، قال ابن الهمام الحنفي: (وقوله: ليس له أن يسكنه معها) قيل: إلا أن يكون صغيرًا لا يفهم الجماع، فله إسكانه معها. انتهى.

وانظري الفتوى: 79961.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني