الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية براءة الذمة من الحقوق

السؤال

في المرحلة الثانوية اتفقت أنا وأصدقائي مع أستاذ كي يعطينا دروسا خصوصية في المنزل. بعد أول درسين أخبرني أصدقائي أنهم لا يريدون الإكمال مع هذا الأستاذ, فقمت بالاتصال به، وأخبرته أنني لن أستطيع أن أكمل معه؛ لأن أصدقائي يريدون أخذ دروس إضافية عن طريق المركز، وطلبت منه أن يسامحنا على الدرسين اللذين أعطانا إياهما، فأخبرني أنه يسامح في حال إذا سجلنا المادة عنده في المركز, خجلت أن أقول له إننا لا نريده هو بالذات، فقلت له: إن شاء الله، حتى أستشير أصدقائي، ولم أقم بالتواصل مع الأستاذ بعدها.
بعد مدة من الزمن تواصلت مع هذا الأستاذ عن طريق الإنترنت من خلال الرسائل القصيرة النصية، وأخبرته أنني أريد أن أسدد ثمن الدرسين، وأنني أرغب في لقائه، فرد عليَّ قائلا: لا أريد إلا سلامتك، ولكن إذا كنت تريد لقائي أتصل معي على الهاتف حتى آتيك.
اتصل الأستاذ بي بعد عدة أيام، ولم أستطع الرد عليه، ولم أعاود الاتصال به.
هل بهذا الرد من الأستاذ من خلال الرسائل النصية أكون قد استحللت منه؟ وإذا كان الجواب لا، فما الذي يجب عليّ فعله؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر لنا؛ أنّ الذي حصل بينك وبين المدرس؛ ليس كافيًا في إبراء ذمتك من الأجرة التي يستحقّها عن الدروس السابقة، فكلامه معك يحتمل الإبراء، ويحتمل عدمه، والأصل أنّ الذمة إذا شغلت بيقين لم تبرأ إلا بيقين، وراجع الفتوى: 230143.

وعليه؛ فالذي نراه أنّ عليك أن تتواصل مع هذا المدرس، وتعطيه حقّه من الأجرة، إلا إذا صرّح لك بإبرائك منه؛ فلا حرج عليك حينئذ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني