الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين العبادة في رمضان والقيام بشؤون البيت

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.
فتاة تسأل عن نصيحة: كيف توفق بين أمور البيت والعبادة في رمضان -بإذن الله-؟
ما هي الأمور الأساسية جدا التي لا يجب أن تنزل عنها في العبادة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: رغم أنف رجل دخل شهر رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له. رواه الترمذي، وحسنه الألباني. ولهذا فمن توفيق الله للعبد اغتنام أوقات رمضان فيما ينفع، والتزود فيه للدار الاخرة، ومن أفضل الوسائل لاستغلال الوقت فيما يعود على المرء بالنفع في دنياه وأخراه في هذا الموسم العظيم (شهر رمضان المبارك):

1-أن يستعين بالله، وأن يصدق في التوجه إليه، بتجديد التوبة، والإقبال عليه -سبحانه-.
2- إعداد العدة لرمضان قبل دخوله، والتفرغ للعبادة فيه مما لا بد منه من شؤون الحياة، فالكيس الفطن يتحين الفرص، ويتربص المواسم حتى لا يخسر في مواطن الربح.
3- الحرص على أداء الفرائض، وعلى رأسها الصلاة عمود الدين، والحرص أيضا على أداء صلاة التراويح، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه.
4- ولا بد من تنظيم الوقت لئلا يضيع سدى، ولئلا ينشغل المرء بالمفضول من الأعمال عن الفاضل، وخير ما يعين على ذلك بإذن الله كتابة جدول يرتب فيه المرء أولوياته ومهامه اليومية كلها.

وليحرص على تخصيص جزء من وقته لتلاوة كتاب الله تعالى، وتدبر معانيه، فإن بين هذا الشهر وبين القرآن علاقة وارتباطا قويا يلحظ ذلك في حديث القرآن عن رمضان، وفي هديه -صلى الله عليه وسلم- فيه.

قال ابن رجب في لطائف المعارف: وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، كان الأسود يقرأ في كل ليلتين في رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث، وكان قتادة يختم في كل سبع دائما، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وعن أبي حنيفة نحوه، وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام. انتهى مختصرا.

ويعظم ثواب التلاوة في شهر رمضان نظرًا لعظم مكانته وفضله، فينبغي الإكثار فيه من تلاوة القرآن, ومدارسته؛ جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: السنة كثرة تلاوة القرآن في رمضان ومدارسته، وهو أن يقرأ على غيره، ويقرأ غيره عليه. انتهى.

هذا مع الحذر كل الحذر مما يضيع أجر الصيام، ويذهب ثوابه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يفسق، فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه، فليقل: إني امرؤٌ صائم. أخرجه البخاري.

وننصحك بالإكثار من الدعاء، والإلحاح في ذلك، فإن الله يحب العبد المِلْحاح، ورمضان شهر الدعاء أيضا، فللصائم دعوة لا ترد.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يعينك على ذكره، وشكره، وحسن عبادته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني