الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنهج السوي لطلب العلم

السؤال

شيخي الفاضل: أود أن تتفضل عليَّ بنصائح بشأن منهجيتي في طلب العلم، وتصحيح أخطائي إن رأيتم منها، بما أني أطلبه وحدي بلا شيوخ مباشرين -وللأسف-؛ لقلة وجود حلقات العلماء في بلدنا.
أمَّا منهجيتي: فقد درست التجويد على أحد الشيوخ، ولازمته سنة ونصف، وحاليا أدرس العقيدة والفقه، وأحفظ القرآن، فأخصص كل شهر دراسة جزء من الفنون، فشهر للعقيدة والتفسير، وشهر للفقه وأصوله ... وهكذا.
وأحفظ في الأسبوع متنين، كل متن له يوم، إضافة إلى حفظ ثلاثة أحاديث من بلوغ المرام. وبالتأكيد المراجعة والحفظ اليومي للقرآن، وأدرس شروحات أكابر العلماء عليها. 
وأما الكتب التي بدأت فيها فهي كالتالي:
في العقيدة: الطحاوية، ونواقض الإسلام، وكتاب التوحيد، والثلاثة أصول، السفارينية، عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين، وسأقرأ المزيد -إن شاء الله-.
وفي الفقه: أحفظ متن الورقات، وأدرس الزاد، والشرح الممتع عليه، وسأحفظه -إن شاء الله-، وسأواصل في الباقي إذا أراد الله.
وفي الحديث: بدأت ببلوغ المرام بحفظ ثلاثة أحاديث كل مرة.
والتفسير: أيسر التفاسير للإمام الجزائري -رحمه الله-، وعندما أنتهي سأذهب للنحو والسيرة.
فأفيدوني رحمكم الله بشأن هذه المنهجية. وجزاكم الله خير الجزاء .

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن كان ببلدك من العلماء المتقنين، فينبغي أن تستفيد منه في فنه، بل تأخذ عنه ما هو متقن فيه، وموافق لأهل السنة، وتدع ما سوى ذلك.

وأما الكتب التي تقرؤها: فكلها حسنة جميلة، سوى أن الذي ينبغي هو الترقي من الأدنى إلى الأعلى، فتتقن أولا عقيدة أهل السنة مع الثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد؛ ثم تقرأ بعد ذلك الطحاوية، والسفارينية.

وأما الفقه: فابدأ بالمختصرات؛ ككتاب الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، ثم خذ متنا مذهبيا كدليل الطالب، أو زاد المستقنع، وأتقنه إتقانا تاما، ثم اشرع بعد ذلك في المطولات,

وأما الأصول: فالبدء بمتن الورقات حسن، ثم تترقى بعد ذلك إلى ما هو أوسع، وكتاب أيسر التفاسير كتاب جيد في التفسير، فإذا أنهيته فيمكنك أن تقرأ تفسير ابن كثير والبغوي ثم تترقى إلى ما هو أوسع، وعليك ألا تهمل جانب الأخلاق والتزكية، فاقرأ مختصر منهاج القاصدين، والداء والدواء لابن القيم.

وابدأ في الحديث بحفظ الأربعين النووية، ثم عمدة الأحكام، ثم بلوغ المرام مع مطالعة الشروح السهلة لهذه الكتب.

وفي النحو تبدأ بشرح المقدمة الآجرومية لمحيي الدين عبد الحميد، ثم شرح القطر لابن هشام.

واحرص على تحصيل الإخلاص في قولك وعملك، ولزوم دعاء الله تعالى، وسؤاله أن يوفقك ويسددك.

ولو اعتنيت بالمكتبة الصوتية المسموعة للشيخ ابن عثيمين رجونا أن يكون في ذلك نفع كثير لك -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني