الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة من تنزل منه قطرات البول بعد الفراغ من التبول

السؤال

أشتكي من نزول قطرات البول بعد الفراغ من التبول، وحين الانتهاء من التبول ينقطع خروج البول الإرادي، وما إن أستقيم أو ألبس سروالي حتى تنزل قطرات البول، واتضح لي أن ذلك ليس وسواسًا، بل يحدث بعد كل مرة أقضي فيها حاجتي، فراجعت الأخصائي، فأكّد لي بعد الفحوصات أن عضلة المثانة ضعيفة، وأن البول يتجمع في الإحليل، ولا يخرج إلا بالعصر، ونصحني الطبيب ببعض التمارين لتقوية العضلة، وأرشدني إلى عصر الذكر لإخراج البول العالق في مجرى البول، ففعلت ذلك، وفتح لي باب وسواس آخر، وهو خشية التنجس، وصارت عملية التبول تستغرق قرابة 40 دقيقة.
وراجعت بعدها طبيبًا آخر، فأكّد لي ما قاله الأخصائي الأول، إلا أنه حذّرني من العصر؛ بسبب تأديته إلى مشاكل على المدى البعيد، غير أنه لا سبيل لإخراج القطرات العالقة دون النتر، وحاولت الانتظار قبل الاستنجاء كي يخرج البول بصورة طبيعية، ولكنه لا يخرج إلا بالعصر.
وأنا الآن في حيرة، فلست مصابًا بسلس البول؛ لأن البول ينقطع بعد العصر، ولا أستطيع العصر خشية إيذاء الذكر، ولأن العصر مكروه في السنة، فما الحل؟ علمًا أن البول عالق، ويخرج مع أقل حركة.
أؤكد لكم أن هذه ليست وسوسة، فالقطرات تسيل كل مرة، ما لم أعصر، فأرجو منكم أن تخلصوني بفتوى، فقد صرت أخشى دخول الحمام، فأمسك نفسي، ولا أدخل سوى مرة في اليوم؛ مما أدى إلى انعدام شرب الماء؛ خوفًا من قضاء الحاجة، وتأثّرت حياتي ودراستي، فضلًا عن أنني أحبس البول لأكثر من 12 ساعة؛ خشية الحمام. وشكرًا جزيلًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان عَصْر الذَّكَر يضرّ بك بخبر الأطباء الثقات، فلا تفعله.

ثم إن كان البول يتوقف بنفسه عن الخروج زمنًا يتّسع لفعل الطهارة والصلاة، فاقضِ حاجتك بصورة عادية، وانتظر حتى يأتي ذلك الوقت، ثم توضأ وصلِّ، وتحفّظ بوضع خرقة على الموضع تمنع من انتشار النجاسة في الثياب.

وفقهاء المالكية يرون العفو عن هذه النجاسة الخارجة بغير اختيارك.

ولا حرج عليك في العمل بمذهبهم عند المشقة، وانظر الفتوى: 75637.

وأما إن كان خروج هذه القطرات دائمًا، بحيث لا تجد زمنًا يتسع لفعل الطهارة والصلاة؛ فأنت صاحب سلس، فتوضأ بعد دخول الوقت، وصلِّ بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل؛ حتى يخرج ذلك الوقت، وانظر الفتوى: 136434.

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني