الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك سماع الأغاني قرار صائب

السؤال

أنا فتاة في 19 من عمري، وكنت أسمع الأغاني منذ فترة طويلة. كنت أتوب لفترة، وأرجع لها مرة أخرى حتى استسلمت. ولكن منذ قرابة 3 أسابيع اتخذت قرارا أني لن أسمعها أبدا، ولكن الآن بعد مضي 3 أسابيع أريد أن أسمع الأغاني وبشدة، مع العلم أني لم أكن أحب الأغاني البذيئة أبدأ، بالعكس كنت أحب الاستماع للأغاني ذات المعنى الجيد. ولا أعلم ماذا أفعل: هل أرجع لها، وأبدأ بتقليلها مع الوقت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا ولكم، ولجميع أبناء المسلمين، الهداية والتوفيق، لما يحبه الله ويرضاه.

وأما تركك لسماع الأغاني ولو كانت هادفة، فهو الصواب، ولا سيما لو كانت معها معازف وموسيقى؛ لحرمتها على الراجح. وما تضمن منها فحشا ودعوة إلى الرذيلة، وتحريك الشهوات والغرائز إلى ارتكاب ما يسخط الله -تعالى- أعظم وزرا وأشد إثما.
هذا، وقد أبدل الله -تعالى- المسلم سماعًا أفضل من هذا السماع، به يطمئن القلب، ويزداد الإيمان، وتتحرك الجوارح طلبًا لرضا الرحمن، والفوز بعالي الجنان. قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4].
فلتحرصي على هذا السماع -أيتها الأخت الكريمة- ولا بأس بسماع ما هو مباح من الأناشيد الهادفة، التي لم تصحبها معازف.
وليوطن المرء نفسه على حب الخير وما ينفعه، واجتناب المعاصي والمشتبهات وغيرها مما لا تؤمن عاقبته.

والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

يقول محمد رشيد رضا في تفسير المنار: فتذكر أيها المؤمن أن الذي يوطن نفسه على أن تكون حياته لله، ومماته لله، يتحرى الخير والصلاح، والإصلاح في كل عمل من أعماله، ويطلب الكمال في ذلك لنفسه، ليكون قدوة في الحق، والخير في الدنيا، وأهلا لرضوان ربه الأكبر في الآخرة... اهـ.

وللفائدة انظري الفتوى: 198505.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني