الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا

السؤال

ماذا نفهم من الآية: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا)؟
هل هذا يعني أن التفكير محله القلب، وليس الدماغ؟
هل يكون القلب محل المشاعر هو محل التفكير العقلاني المجرد؟
وإذًا ما تكون وظيفة المخ؟ أهي عصبية مجردة؛ كالتحكم في الجسم، وإرسال الإشارات والاحساس فقط؟
بارك الله فيكم، ونفع بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالقلب وعلاقته بالدماغ وببقية البدن، وكيفية تأثره وتأثيره، ومحل العقل منه ... كل هذه الأمور محل نزاع وخلاف بين أهل العلم من قديم، وقد سبق أن مِلْنا للتفصيل الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية من التفريق بين الفكر والنظر، وبين الإرادة والاختيار، فمبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة والاختيار في القلب، وراجع في ذلك الفتوى: 184759. وما أحيل عليه فيها.

والآية الكريمة التي ذكرها السائل: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}. فيها دلالة واضحة على أن القلب ليس مجرد عضو في البدن، أو مضخة للدم، بل له تعلق مباشر بالعقل، وهذا الأمر محل بحث علمي جاد في العصر الحديث، انتهى إلى إثبات حقائق علمية تؤكد عقلانية القلب ووعيه، فهو يفكر، ويدرك، ويشعر، وينقل المعلومات إلى المخ لتتحرك أعضاء البدن، كما أشرنا إليه في الفتوى: 301768.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني