الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قول الله تعالى في سورة آل عمران: (فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة)

السؤال

لماذا قال الله تعالى في سورة آل عمران: (فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة)، ولم يقل سبحانه: "وأحسن ثواب الآخرة" بصيغة أفعل التفضيل؟ جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن حسن ثواب الاخرة في الآية التي سألت عنها معناه: الجنة، وقيل: رضوان الله تعالى، ورحمته، كما قال علماء التفسير، ولا شك أن هذا هو أحسن الثواب في الآخرة، قال ابن عطية في تفسيره: وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ: الجنة، بلا خلاف، وعبر بلفظة «حُسن» زيادة في الترغيب. اهـ.

وقال الشوكاني في فتح القدير: فآتاهم الله بسبب ذلك ثواب الدنيا من النصر، والغنيمة، والعزة، ونحوها، وحسن ثواب الآخرة من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: ثواب الآخرة الحسن، وهو نعيم الجنة -جعلنا الله من أهلها-. اهـ.

وفي روح المعاني للألوسي: وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ. أي: وثواب الآخرة الحسن، وهو عند ابن جريج: رضوان الله تعالى ورحمته، وعند قتادة هي: الجنة، وتخصيص الحسن بهذا الثواب؛ للإيذان بفضله ومزيته، وأنه المعتدّ به عنده تعالى، ولعل تقديم ثواب الدنيا عليه مراعاةً للترتيب الوقوعي، أو لأنه أنسب بما قبله من الدعاء بالنصر على الكافرين. اهـ.

وفي تفسير النسفي: {فآتاهم الله ثَوَابَ الدنيا} أي: النصرة، والظفر، والغنيمة {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخرة} المغفرة، والجنة، وخص بالحسن دلالة على فضله وتقدمه، وأنه هو المعتد به عنده. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني