الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذكر المعاصي وحصولها في القصص والرسوم المتحركة

السؤال

رجاء رجاء أكملوا قراءة السؤال، ولا تحولوه لاستشارة، أو أي شيء آخر.
ما يحدث في الألعاب أو الكرتون، أو قراءة القصص من أشياء مثل الاختلاط بين الرجال والنساء، أو خلوة رجل بامرأة في مكان عادي كعيادة طبيب مثلاً، أو بيت، أو وظيفة بدون أي كلام بذيء، أو دعوة لفعل محرم، أو رؤية لعورات، بل فقط كلام عادي.
وأيضاً الألعاب والكرتون، والقصص التي تحتوي في بعض مقاطعها على شرب السجائر أو الخمور، أو القتل أو السرقة أو غيرها من المعاصي غير الحقيقية. طبعاً أكون آثماً بلعبي ورؤيتي لهذه الألعاب أو الكرتون، أو حتى قراءة مقطع في قصة مثلاً: "وشرب كأساً من الخمر قبل أن يتوجه إلى عمله في المستشفى" أكون آثماً بقراءة مقطع: "وشرب كأساً من الخمر".
رجاء رجاء، لا تقولوا لي بقول الشيخ أو العالم الفلاني، بل أريد قال الله، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم بنص واضح صريح.
وإن كنتم ستبنون فتواكم على قاعدة درء المفاسد، أو سد الذرائع لأشياء ظنية مستقبلية، فأنا أعاني من مفسدة حالية يقينية أنني على شفا الجنون بسبب الوسواس، والمرض النفسي ولا أجد علاجاً، ولا أستطيع عملاً أو تعلماً، ومكوثي في البيت وأنا وحيد بدون فعل أي شيء سيصيبني بالجنون، وأنا على بعد شعرة بالفعل منه، وهذه الأشياء هي المتنفس لي حالياً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجرد ذكر المعاصي أو حصولها في القصص أو الرسوم المتحركة، لا يوجب الحكم بحرمتها، بل لا يوجب عيبها؛ فقد تذكر على سبيل الذم والتنفير منها، وبيان أضرارها وسوء عواقبها، وهذا مقصد حسن.
والمعتبر في ذلك هو الهدف والغاية التي ألفت من جلها القصة! فإن كانت لا تدعو إلى رذيلة، ولا تزين معصية، فلا حرج في قراءتها، وراجع للفائدة، الفتوى: 426262.
وبخصوص حال السائل: فنسأل الله -تعالى- أن يشفيه ويعافيه، ونوصيه بمراجعة الأطباء المتخصصين، وبالحرص على الاستفادة من وقته بما ينفعه ويخفف من آلامه، وأعظم ذلك وأفضله: القرآن المجيد، ففيه شفاء لما في الصدور، وهدى وموعظة للمؤمنين.

قال سعد بن أبي وقاص: أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ‌فتلا ‌عليهم ‌زمانا، فقالوا: يا رسول الله؛ لو قصصت علينا، فأنزل الله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {نحن نقص عليك أحسن القصص} [يوسف: 3]، فتلاها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمانا، فقالوا: يا رسول الله؛ لو حدثتنا، فأنزل الله: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} [الزمر: 23] الآية. فقالوا: يا رسول الله؛ ذكرنا، فأنزل الله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16]. كل ذلك يؤمرون بالقرآن. رواه ابن حبان والحاكم وصححه والبزار. وصححه الألباني. وقواه محقق صحيح ابن حبان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني