الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على الظالم بأكثر مما يستحقه من العقوبة

السؤال

إذا دعوت وقت الغضب على ناس بالموت، -وهم غير ظالمين لي، ولا أعرفهم-، فهل يستجاب الدعاء؟ وهل ترجع الدعوة إلى صاحبها؟ فقد أخطأ أحدهم على أهلي، وأبي متوفى -رحمه الله-، ومن غضبي دعوت عليه وعلى شخصين وقفوا معه، مع العلم أنه لم يعرف أن أبي متوفى إلا بعد أن أخطأ، فماذا أفعل ليغفر الله لي، وحتى لا تستجاب الدعوة، أو لا ترد عليَّ؟ فأنا نادمة جدًّا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه بقدر مظلمته؛ لقوله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء:148}، ولكن العفو والصفح أفضل وأولى؛ لقوله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، ولغير ذلك من الأدلة.

وأما الدعاء على الظالم بأكثر مما يستحقه من العقوبة؛ فظلم لا يجوز.

فإن كنت دعوت على ظالمك بما لا يستحقه، فعليك أن تستغفري الله تعالى، وتتوبي إليه. وراجعي الفتوى: 362593.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني