الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة التوكل وأسباب إجابة الدعاء

السؤال

أنا شخص مسلم، ولكني أتوكل على الله، ولا أوفَّق في حياتي. والكفار لا يتوكلون على الله، ويوفَّقون في حياتهم.
أدعو الله كثيرا، ولا يستجاب لي. ما السبب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالتوكل على الله حقيقته: أن تأخذ بالأسباب الممكنة، وتعلق قلبك بمسببها -تبارك وتعالى- وتعلم أنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا به، سبحانه.

فعليك أن تعمل بما يمكنك من الأسباب الجالبة للتوفيق، ومن أعظمها طاعة الله -تعالى- وفعل أوامره واجتناب نواهيه، وتقواه -سبحانه- ما استطعت؛ فإنه تعالى يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

والتوكل على الله لمن صدق التوكل، سبيل عظيم لتحقيق المطلوب ودفع المرهوب، كما قال -جل اسمه-: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.

والدعاء والإلحاح فيه والإكثار منه، وتحري أوقات الإجابة هو كذلك من أعظم سبل التوفيق -بإذن الله- قال الله: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}.

ومع هذا كله فعليك بالرضا بما يقدره الله -تعالى- ويقضيه، والعلم بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. واستشعار أن اختيار الله لك، خير من اختيارك لنفسك، وأن الله -تعالى- أرحم بك من أمك التي ولدتك، وأنه -تعالى- يعلم المصالح وأنت لا تعلم.

ففوض أمرك إليه، ارض بقضائه وقدره، عد الأخذ بالأسباب، قد يكون فيما تكره الخير الكثير، كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني