الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل البنت مع والديها إذا سخرا منها لطلبها العلم الشرعي

السؤال

التزمت حديثا، واشتركت في أكاديمية علوم شرعية؛ لتساعدني على الثبات. ووالداي يلاحظان ذلك، وإذا أخطأت في شيء يخص الدين، أو سألتهما عن معلومة لا أعرفها، وحاولت أن أفهمها، يظنان أني أجادلهما فيها، ويُعنّفاني بقولهما لي مثلا: (يا صاحبة قال الله وقال الرسول) رغم أن ذلك لم يكن يحدث قبل أن ألتزم. فإذا تضايقت من كلامهما ظهر ذلك على وجهي للأسف، فلا يتكلمان معي بقية اليوم مثلا.
فكيف أتعامل مع مثل هذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يثبتك، ويزيدك هدى، وننصحك بأن تستمري في طلب العلم الشرعي الشريف، غير مبالية بما يعرض لك من عقبات، وعليك أن تليني لأبويك، وتحسني معاملتهما أكثر مما كان عليه الحال قبل استقامتك.

وإن أنكرا شيئا من ذلك، فجاهدي نفسك؛ لئلا يظهر على وجهك أثر ذلك، وقولي إنك إنما تسألينهما لتتعلمي منهما؛ لكونهما أكثر علما وفهما، وأشعريهما دائما باحترامك لهما، وتقديرك لجهودهما.

وأكثري من كلمات الثناء عليهما، والدعاء لهما بالخير كلما كان ذلك مناسبا؛ فإن ذلك مما يفرحهما ويسرهما.

وأشعريهما أن الاستقامة قد زادتك برا لهما وإحسانا إليهما، ثم اجتهدي في دراستك، ولا تتواني عن فعل يرضيهما مما يأذن فيه الشرع؛ ليكون ذلك حافزا لهما على حثك على مزيد الاستقامة، والزمي الدعاء بأن يرضيهما الله عنك، ويزيل ما بينكما من حزازات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني