الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل براءة الذمة من الحقوق

السؤال

لقد عرفت مدى أهمية التحلل من الآخرين عند ظلمهم في شيء، لكن السؤال هو: كنت أتابع شخصا ينشر صوره الشخصية، ثم قال: لا أحلل أخذ صوري، وأنا شككت في نفسي: هل أخذتها أم لا؟
لا أتذكر يقينا إن كنت أخذت من صوره الشخصية أم لا، لكن ظللت أشك، وأردت أن أتحلل من الشخص في حال كنت قد أخذت من صوره، لكن لا أستطيع الوصول إليه؛ لأن حسابه كثير التفاعل، ولا يمكنه ملاحظة رسائلي من بين الكثير من الرسائل، ويصعب عليه هذا.
فما العمل؟ هل يكفي الدعاء للشخص، وما إلى ذلك من الأعمال المستحبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فطالما أن السائل يشك هل أخذ أم لا، فالأصل براءة الذمة، فلا يلزمه شيء.

قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: لو شك هل لزمه شيء من ذلك، أو لزمه دين في ذمته ... فلا يلزمه شيء من ذلك؛ لأن الأصل براءة ذمته، فإن الله خلق عباده كلهم أبرياء الذمم والأجساد من حقوقه وحقوق العباد، إلى أن تتحقق أسباب وجوبها. اهـ.

وقال الجويني في غياث الأمم: كل ما أشكل وجوبه، فالأصل براءة الذمة فيه، كما سبق في حقوق الأشخاص المعينين، فهذا منتهى المقصود فيما يتعلق بالأملاك من المعاملات، والحقوق الخاصة والعامة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني