الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الخطأ في الكتابة في عقد النكاح

السؤال

عقدت زواجي في البيت بحضور الولي (الأب)، والشهود، ورجلين تابعين للمحكمة لتوثيق العقد. لكننا لم نكتب العقد على ورقة في الحين، بل طلب الموثق من الزوجين الحضور غدا إلى مكتبه للتوقيع على ورقة العقد. وهذا ما حدث فعلا إلا أن الموثق عوض أن يكتب زوَّجها أبوها كتب زوجت نفسها. ولم ينتبه الزوجان لهذه الجملة إلا بعد مدة.
فما الحكم في صحة هذا العقد؟ وهل يجب إعادة كتابة الوثيقة، رغم المشقة في ذلك؛ لأننا وثقنا العقد في مدينة، ونحن الآن نعيش في مدينة أخرى تبعد 850 كيلومترا.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنكاح له شروطه التي إذا توفرت فيه كان نكاحا صحيحا، وقد بينا هذه الشروط في الفتوى: 1766، فإن تم الإيجاب والقبول بين وليك والزوج، أو وكيله، وشهد على ذلك شاهدان، كان النكاح صحيحا، وليس من شرطه توثيق العقد، ولكن هذا التوثيق مهم للحفاظ على الحقوق.

قال ابن جزي المالكي في القوانين الفقهية: المسألة الخامسة: في كتاب الصداق، وليس شرطًا، وإنما يكتب هو وسائر الوثائق، توثيقًا للحقوق، ورفعًا للنزاع. اهـ.

وإن كان وليك هو من عقد نكاحك؛ فلا اعتبار لما كتبه الموثق في العقد من كونك قد زوجت نفسك، ولا يؤثر على صحة النكاح.

ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى: 280042، والفتوى المحال عليها فيها، ففيهما بيان الخلاف بين الجمهور والحنفية في حكم تزويج المرأة نفسها، وأدلة كل فريق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني