الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق التوبة يسير على من سلكه مستعينًا بالله تعالى

السؤال

أنا مدمن على العادة السرية، والمواقع الإباحية، وكنت سابقًا أتوب، وأشعر بالندم، وأنا الآن لا أحس بالندم، وأفكّر في التوبة، لكني أشعر أنها صعبة عليّ، وبدأت أشعر باللذة بها، والراحة أكثر من إحساسي بالندم، مع أني أتمنى أن أرجع إلى الله.
نحن الآن في رمضان، وقد مارستها في نهار وليل رمضان، وأعرف أنها تفسد الصوم، وأن إثمها كبير في شهر رمضان، وأحس أني لا أستحي من الله عند فعلها، وهذا ما يمنعني كثيرًا من التوبة، مع أني أتمنى أن أحسّ بنظر الله، وفوق كل هذا يظن الجميع أني محترم، وصاحب خلق؛ فأحس بالنفاق.
كنت متفوقًا في دراستي، وأصبح الموضوع يؤثر عليها؛ مما جعلني أتذكّر المعلومة بصعوبة، وأنساها كثيرًا، أعرف أن هذا من أثر العادة السرية.
قرأت أخطارها أكثر من مرة لأتركها، فلم أتركها، وعندما أصلي، لا أخشع، وأفكّر في حالي، فأترك الصلاة، أعلم أن حالي ميؤوس منه.
فقدت الأمل بالله، والعزم والإرادة على ترك المعاصي، والرجوع إلى الله مهما كانت ذنوبي.
وحزني على حالي، مع انشغالي بالعادة السرية وتركها، ينسيني أمر مذاكرتي؛ فأصبح يومي ما بين النوم وفكري بالعادة السرية، وأن امتحاناتي قربت، وأريد أن أتركها ولم أتركها.
أرجوكم ساعدوني في التخلص منها، فأنا أريد أن أنتبه لمذاكرتي، وأن أعالج مشكلة نسياني، وماذا أفعل بشأن فقداني الإصرار والعزيمة على ترك العادة السرية، والندم على ما أفعل، فلم أعد أشعر به؟ وبشأن الأيام التي أفطرتها بسبب الاستمناء، فهل تجب عليّ الكفارة مع القضاء؟ وماذا أفعل كي أرجع وأتوب إلى الله مهما كانت ذنوبي، ومهما كان حالي؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليست حالك ميؤوسًا منها -كما تزعم-، بل باب التوبة مفتوح أمام كل أحد، وطريقها يسير على من سلكه مستعينًا بالله تعالى.

فعليك أن تتوب من هذا الذنب فورًا، ومن كل ذنوبك التي هي أكبر بكثير من هذا الذنب، كترك الصلاة.

واصحب الصالحين، والزم الذِّكر، والدعاء.

وانشغل بما ينفعك في دِينك، ودنياك.

ولو أمكن أن تراجع طبيبًا مختصًّا، أو قسم الاستشارات بموقعنا؛ فافعل.

وأما تحصيل الندم على الذنب، فسبيله مبين في الفتوى: 134518.

وأما ما أفطرته من أيام، فعليك قضاؤه فقط، ولا تجب عليك الكفارة؛ لأنها لا تجب -على ما نفتي به- سوى في الفطر بالجماع، وانظر الفتوى: 111609.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني