الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بتقدير الخير حيث كان أولى من الدعاء بالزواج من فتاة معينة

السؤال

أدعو الله أن يزوجني بفتاة معينة، وأحيانا أفكر في نفسي وأقول: ليس من الضروري أن أتزوج.
هل بسبب ذلك، لا يستجيب الله دعائي إذا دعوته كثيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الدعاء بالزواج من امرأة معينة لا حرج فيه، كما سبق في الفتوى: 36319

ولكن الأولى أن تدعو الله -سبحانه- أن يقدر لك الخير حيث كان، وذلك لأن الله هو العالم بالأمور على الحقيقة.

أما الإنسان فلا يعلم، وقد يدعو بأمر هو في ظاهره خير له، وقد يكون وراءه عطبه وهلكته، فيصرفه عنه ربه برحمته وحكمته، قال سبحانه: وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً {الإسراء:11}.

والمعنى أن الإنسان يدعو بما يحسبه خيرا وهو في الحقيقة شر، وهذا راجع لفرط تعجله وقلقه.

جاء في تفسير الرازي: أقول: يحتمل أن يكون المراد: أن الإنسان قد يبالغ في الدعاء طلبا لشيء يعتقد خيره فيه، مع أن ذلك الشيء يكون منبع شره وضرره. وهو يبالغ في طلبه لجهله بحال ذلك الشيء، وإنما يقدم على مثل هذا العمل لكونه عجولا مغترا بظواهر الأمور، غير متفحص عن حقائقها وأسرارها. انتهى.

ففوض أمرك إلى الله -تعالى- واسأله أن ييسر لك الخير حيث كان، وراجع لمزيد الفائدة، الفتويين: 2395، 362866

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني