الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نكاح من لا يصلي ويرتكب الشذوذ

السؤال

أولا أشكركم على موقعكم، الذي دائما ألجأ إليه لحل مشاكلي، وأجد فيه كل ما استفسر عنه.
أنا فتاة، عمري 34 سنة، لم يسبق لي الزواج، ولم يتقدم لخطبتي أحد، رغم أني من أسرة محترمة، ومتعلمة، وجميلة.
تقدم لخطبتي رجل عمره 42 سنة، شاذ جنسيا، يمارس اللواط، ولا يصلي. صارحني بالأمر من أول لحظة، وطلب مني أن أتفهم وضعه، لكني حاولت أن أقنعه أن ما يفعله حرام، وله نتائج وخيمة في الدنيا والآخرة.
نصحته بالذهاب إلى طبيب نفسي، لكنه يرفض، بحجة الخوف من الفضيحة؛ لأنه رجل معروف، فوجدت أنه يعيش صراعا، وتأنيب الضمير.
فتركني عندما حاولت مساعدته، لكنه عاد بعد شهر وقال لي: لا أريدك أن تضيقي على، أريد منك أن تساعديني بالتدريج حتى أقلع عن ذلك، لا يريدني أن أتركه في ذلك المستنقع فيغرق أكثر، يريد أن تكون له أسرة وهدف للعيش.
أريد الزواج والاستقرار وإنجاب الأطفال، وأن أحصن نفسي من الوقوع في الحرام؛ لأني أشعر بالوحدة رغم إشغال نفسي، لكن أخاف ألا يقلع عما يفعل، رغم أنه الآن يقلل من ممارساته، ويشغل نفسه، ومسح موقع التعرف على الشواذ.
أريد النصيحة ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، وثقتك بنا، وكتابتك إلينا.

إن كان هذا الرجل على الحال التي ذكرت، فإنه قد جمع بين أمرين خطيرين:

أولهما وأخطرهما: ترك الصلاة، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من تركها ولو تكاسلا، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 1145.

والأمر الثاني: الشذوذ الجنسي، وهو منكر عظيم، دال على انتكاس فطرة صاحبه، ويكفي في بيان خطورته أنه جريمة قوم لوط التي أهلكهم الله -عز وجل- بسببها، ورتب عليها الحد في الدنيا بالقتل، والعقوبة في الآخرة، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 7413، وقد ضمناها بعض سبل العلاج.

فالواجب عليه أن يتوب إلى الله -تعالى- وخاصة من ترك الصلاة، فمحافظته على الصلاة تعينه على التخلص من فعل هذه الفاحشة إن كان صادق الرغبة في تركها، قال الله عز وجل: ...وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.

فإن تاب هذا الرجل، وحافظ على الصلاة، وتبين إقلاعه عن الفاحشة، وأنه صادق في ذلك؛ فاقبلي به زوجا.

وإن استمر على ما هو عليه من التفريط في الصلاة، أو ممارسة الشذوذ، فلا تفكري في الزواج به، ولا ترضي به أبدًا؛ لأنه غير مرضي الدين والخلق، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

ونوصيك بكثرة دعاء الله -تعالى- أن ييسر لك الزوج الصالح، واستعيني بالثقات من أقربائك وصديقاتك في البحث عن الزوج. فلا حرج على المرأة في ذلك، كما هو مبين في الفتوى: 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني