الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستماع الذي يؤثر في صحة الصلاة

السؤال

ما معنى الاستماع الكثير الذي يبطل الصلاة؟ فإذا كنت أسمع الصوت، وربما أفهمه، وأنا أقرأ الأذكار، ولكنني لست مركّزًا مع الصوت، أي أن انشغالي الأساسي بالصلاة، ولكنني أسمع ولا أستمع -كما يتم التفريق بين هذين المصطلحين-، فهل هذا يؤثر في صلاتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمجرد السماع لا يبطل الصلاة؛ لأنه لا دخل للإنسان فيه، ولا يكلف بتجنبه.

أما معنى الاستماع فواضح لمن يفرّق بينه وبين السماع، كحال السائل.

وأما كثيره الذي يؤثر في صحة الصلاة -عند من يرى ذلك من أهل العلم-، فيحدّ بالعرف، فقد نص المالكية على أن المبطل للصلاة هو الإنصات، والاستماع الكثير أثناء الصلاة، وأنه يرجع في ضبطه إلى ما تعارف عليه الناس، جاء في منح الجليل للشيخ محمد عليش على مختصر خليل المالكي: (ولا) سجود (لجائز) فعله في الصلاة (كإنصات) أي: استماع من مصلٍّ (قلَّ) عُرفًا (لـ) شخص (مخبرٍ) ـ بضم الميم وسكون الخاء المعجمة، وكسر الموحدة ـ له أو لغيره. فإن طال جدًّا، بطلت، ولو سهوًا، وإن توسّط سهوًا سجد، وعمدًا بطلت. اهـ.

وقال الدردير المالكي في الشرح الصغير: (لا) تبطل الصلاة (بإنصات قلَّ) لا كثر (لمُخبر) بكسر الباء اسم فاعل؛ أي: إنصات قليل لمن أخبره، أو أخبر غيره بِخبرٍ وهو في الصلاة. فإن طال الإنصات، بطلت. اهـ.

وراجع المزيد في الفتوى: 162777، وهي بعنوان: "حكم استماع المصلي لشيء خارج الصلاة".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني