الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتكاب المعاصي مع العزم على التوبة في المستقبل

السؤال

أنا أطيع الله، وأستمع إلى محاضرات المشايخ، لكني أترك الصلاة، وأقبل على المعاصي أحيانًا، وأرجع إلى الله، وأستغفر وأتوب أحيانًا.
أعرف أن الله يحب التوابين، وأن الله يغفر الذنوب كلها، لكن معصيتي هي ترك الصلاة، وبعض أهل العلم كفّر تارك الصلاة، فبماذا تنصحونني وترشدونني؟ علماً أنني في بعض الأحيان أعصي، وأقول: سأتوب قريبًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأنت -أيها الأخ- بتركك للصلاة على خطر عظيم؛ فيجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح، وأن تحافظ على صلاتك في وقتها؛ فإن ترك الصلاة من أعظم الموبقات، وترك الصلاة الواحدة، أعظم من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وانظر الفتوى: 130853.

وليس لك أن ترتكب المعصية وتقول: سوف أتوب؛ فتكون بمنزلة من يشرب السم، ويقول: سآخذ الدواء، فهذا لا يفعله عاقل، بل عليك أن تتجنب الذنوب صغيرها وكبيرها، وأن تتوب كلما أذنبت، وأن تستقيم على شرع الله تعالى، وتحافظ على طاعته.

ويعينك على هذا صحبة الصالحين، والوجود في جو إيماني يعين على طاعة الله تعالى، ولزوم الذكر والدعاء، ومجاهدة النفس بإخلاص وصدق.

ومما يعين كذلك إدامة التفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، واستحضار غضب الله تعالى، وشدة عقابه للمخالفين.

نسأل الله أن يَمُنَّ عليك بالتوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني