الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسيء إليه ولم يقتص من الظالم لعجزه فهل يسقط حقه؟

السؤال

إذا تعرض أحد للسب أو السخرية، ولم يستطع الرد -لضعفه، أو خجله، أو ما شابه-، فهل يكون له حق عند المسيء يوم القيامة؟ مع أن المُساء إليه يفترض أن يحاول أن يقتصّ، أو على الأقل يسعى لذلك ثم يعفو، فإذا لم يفعل، فهل يكون قد ضيّع حقه في الدنيا، والآخرة أيضا؛ لأنه لم يقم بالسعي، ولم يفعل ما عليه؟ وإذا اقتص في الدنيا، فهل يكون قد أخذ حقّه، وليس له أن يطالب به يوم القيامة؟ وإذا شتمني أحد بأبي أو أمي أو بما لا يُرَدّ عليه، كمن يتلفظ بما يمسّ العرض، أو سخر، فما أفضل رد أفعله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن من وقعت عليه إساءة -من سب، أو نحوه-، ولم يقتص من الظالم -لعجز، أو لسبب آخر-؛ فإن حقه لن يضيع في الدنيا، ولا في الآخرة، ولو كان لم يسعَ في القصاص، وراجع المزيد في الفتويين: 389821، 305170.

ومن اقتص من ظالمه في الدنيا، فقد استوفى حقّه، وليس له ثواب العفو في الآخرة، وانظر الفتوى: 431206.

وهناك أمور لا يجوز فيها القصاص بالمثل -كسب الوالدين، أو أحدهما، وكالقذف-، كما سبق في الفتويين: 414145، 57954؛ فالأفضل في مثل هذا المجال هو الإعراض عن الظالم، والعفو عنه.

أما السخرية، وسب غير الوالدين، فيجوز فيهما القصاص بالمثل، وراجع المزيد في الفتوى: 370027، وهي بعنوان: العفو عن المسيء بين الأفضلية وعدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني