الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من عنده مظالم للآخرين

السؤال

أثناء فترة خدمتي في التجنيد الإجباري، اضطررت لظلم ناس عن طريق أمور إدارية تتعلق بالأمن، ومنذ ذلك الحين والشعور بالذنب لا يفارقني، حتى إنني أذنبت كثيرًا، وفعلت أمورًا كثيرة محرمة، وأصبح عندي يأس وفتور، فهل لي من توبة، أم لا بد أن أطلب عفوهم لتقبل توبتي؟ مع العلم أن ذلك لم يكن بيدي، ولا برضاي، وكنت أحاول أن أرفض، ولكن كانت هناك خطورة عليّ، وعلى أهلي وإخوتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تبين لنا نوع ظلمك لهؤلاء الناس، حتى نبيّن لك كيفية التوبة.

لكن على كل حال؛ فالظلم أمر قبيح محرم، قال الله في الحديث القدسي: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا. رواه مسلم.

وظلم المسلمين من الذنوب التي لا بدّ فيها من ردّ المظالم إلى أصحابها؛ لتبرأ الذمّة.

فإن كنت أخذت من أحد مالًا، فلا بدّ من ردّ الحق إليه، وإن عجزت عن الوصول إليه، فتصدّق به عنه.

وإن آذيته في بدنه، أو عرضه بشتم، أو ضرب، أو غير ذلك، فلا بد من استحلاله، إن عرفته، وقد روى أحمد، والبخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض، أو مال؛ فليتحلله اليوم، قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم. فإن كان له عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له عمل، أخذ من سيئات صاحبه، فجعلت عليه.

وإن كان مجهولًا، ولا يمكنك الوصول إليه، فاجتهد ما استطعت في الاستغفار له، والدعاء له بخير، لعل الله يغفر لك. إذا كان هذا ما تقدر عليه.

وإن كانت ماهية الظلم غير هذا، فبين لنا وجه ذلك؛ لنجيبك جوابًا مطابقًا لسؤالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني