الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الفقير بالغنى.. هل يعتبر من دعاء المضطر؟

السؤال

إذا كان هناك شخص فقير، فدعا الله دعاء المضطر أن يغنيه.
فهل هو في هذه الحالة مضطر؟ وهل يقبل الله دعاءه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمضطر هو كل من مسته الضرورة كفقر أو مرض، أو ذنب أو غير ذلك. فافتقر إلى الله -تعالى- ودعاه؛ لعلمه ألا مجيب له غيره، فهذا ترجى إجابته، لكن إجابته ليست قطعية، لكنها منوطة بمشيئة الرب تعالى.

قال الألوسي -رحمه الله-: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ. وهو الذي أحوجته شدة من الشدائد، وألجأته إلى اللجأ والضراعة إلى الله عز وجل.

فهو اسم مفعول من الاضطرار، الذي هو افتعال من الضرورة، ويرجع إلى هذا تفسير ابن عباس له بالمجهود، وتفسير السدي بالذي لا حول ولا قوة له، وقيل: المراد بذلك المذنب إذا استغفر، واللام فيه على ما قيل: للجنس لا للاستغراق، حتى يلزم إجابة كل مضطر، وكم من مضطر لا يجاب.

وجوز حمله على الاستغراق، لكن الإجابة مقيدة بالمشيئة، كما وقع ذلك في قوله تعالى: فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ [الأنعام: 41]. انتهى.

فإذا علمت هذا، فمن كان فقيرا فدعا الله وأخلص له المسألة، فيرجى أن يكون من هؤلاء المضطرين الذين ترجى إجابتهم، وأن يغنيهم الله بفضله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني