الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدعو بالنجاح باستمرار ولا يستجاب لها

السؤال

أرجو الرد عليّ وإفادتي.
دائما أدعو الله ولا يستجيب لدعائي. وهذا منذ زمن بعيد، أدعو ولا إجابة. وأيضا أتوكل على الله وأظن فيه خيرا، ويخيب أمري في كثير من المواقف، وأصبر وأظن خيرا، ويخيب أمري مرة أخرى.
مستقبلي الآن يُحدد، وامتحاناتي صعبة جدا، والإجابات قريبة جدا من بعضها. دائما أتوكل على الله أن هذا الإجابة مثلا صحيحة، وتكون خطأ.
حياتي ستُدمر إذا لم أجتز الامتحان بدرجة جيدة، وأحلامي ستُهدم. منذ عرفات في السنة الماضية، وأنا أدعو الله ولا استجابة.
فلماذا ذلك؟ هل الله غاضب عليّ؟ وماذا أفعل حتى يرضى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فههنا أمور لا بد من التنبه لها حتى يفهم المسلم معنى إجابة الدعاء فهما سليما، ولا يقع في عدم التصديق بموعود الله -تعالى- بالتسخط على قدره -تعالى- فيهلك ويخسر دنياه وآخرته، نسأل الله العافية.

أحدها: أن الا جتياز في الامتحان لا يبنى على مجرد التوكل والدعاء، - وإن كان الدعاء بالتوفيق أمرا مهما-، بل هناك أسباب لا بد من الأخذ بها، فلا بد من بذل الوسع في المذاكرة ونحو ذلك، وإلا فمن قصر وقت البذر، فلا يلومن إلا نفسه في زمن الحصاد.

ومنها: أن استجابة الدعاء لا تنحصر في تحقيق المدعو به، بل قد يصرف الله عنك من الشر مثل ما دعوت به، أو يدخر لك ثوابه يوم القيامة. ولاستجابة الدعاء صور، بيناها في فتاوى كثيرة، انظر منها مثلا الفتوى: 430222.

ومنها: أن على العبد أن يتوب من معاصيه، ويحافظ على الفرائض، ويكثر من النوافل، فربما كانت بعض معاصيه سببا في الحيلولة بينه وبين الإجابة.

والحاصل أن عليك أن تستمري في الدعاء، ولا تيأسي، وذلك مع الأخذ بالأسباب الممكنة، ثم التوكل على الله والتفويض إليه، ثم الرضا بجميع ما يقدره ويقضيه سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني