الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عقد النكاح بدون الإيجاب والقبول

السؤال

أنا امرأة متزوجة، ولدي طفلة، قرأت مؤخرا أن من أركان الزواج الإيجاب والقبول، فبدأت أتذكر ما حدث معي. إذ أتى زوجي لخطبتي رفقة أمه، وبما أن زوجي يخجل كثيرا، فلم يقل لأبي جئت لكي أتزوج ابنتك؛ لأنني أنا من أخبرت أبي بسبب الزيارة، فكانت جلسة تعارف فقط.
وعند ذهابهم اتصل بي زوجي، وأخبرني أنه خجل من أبي؛ لذلك لم يقل له: جئت لكي أتزوج ابنتك. فطلب مني قول ذلك لأبي، فوافق أبي على هذا الشاب، ووافق على زواجي منه.
واتصلت والدته بوالدتي، واتفقت معها على مراسيم الزفاف، وأتى زوجي، وذهبنا عند المأذون بحضور الولي، وتزوجنا، وأخذت المهر، وأعلنَّا الزواج بإقامة حفل للعائلة والجيران.
سؤالي هو: هل زواجي يعتبر صحيحا؛ بالرغم من عدم ذكر صيغة الإيجاب والقبول؟
أرجوكم أفيدوني، فأنا أعيش في وسواس، وحزن، وضيق شديدين.
وجزاكم الله خيرا، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالزواج الصحيح له أركان وشروط، ومن أهمها أن يكون بإيجاب، وقبول، وولي، وشهود، كما سبق بيانه في الفتوى 7704.

فإن كان ما تمَّ عند المأذون مشتملا على صيغة الإيجاب والقبول، وشهد على ذلك الشهود؛ فالزواج صحيح. ولا يضر ما كان من زوجك عند الخطبة من منع الحياء له من إبداء رغبته لوليك في الزواج منك.

وعلى تقدير كونه لم يشتمل على الإيجاب والقبول، فمن العلماء -كابن تيمية- من لا يشترط للزواج صيغة معينة، بل يرى صحة الزواج بكل ما اعتبر زواجا في عرف الناس، وسبق أن نقلنا كلامه في الفتوى: 139073.

وقد نبهنا فيها إلى قوة هذا القول، وأنه لا بأس بالأخذ به، فيمكنك المصير إليه لدفع هذه الوساوس والحرج عن نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني