الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان خطأ الزعم بصعوبة الدين

السؤال

ما حكم قول إن الدين صعب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا القول خطأ، مخالف للنصوص الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ {المائدة:6}.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ. أخرجه البخاري، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: بعثت بالحنيفية السمحة. أخرجه أحمد عن أبي أمامة -رضي الله عنه-.

ومن وجد في التكاليف شيئا من المشقة؛ فليعلم أن الله تعالى إنما فرضها لا لنفع يحصل له من جَرَّاء عبادة العبد -جل الله وتعالى عن ذلك-، ولكن لمصلحة العباد شرع الله ما شرع، والعبد إذا التزم بأوامر الله، واستعان على ذلك بالله تعالى وجد لذته، وراحته، وقرة عينه، ونعيم نفسه، ولكن هذا يحتاج إلى مجاهدة ومصابرة على ما بيناه في الفتوى: 139680.

فاستثقال بعض التكاليف لا يقدح في أصل الإيمان، ولكن على العبد أن يجاهد نفسه، حتى يؤدي الواجب عن طيب نفس؛ لا عن كره وتألم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني