الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذم السخرية من أقوال الناس ومحاكاة حركاتهم

السؤال

قذ ذُكر تحريم تقليد أصوات الحيوانات؛ لما فيها من المنقصة، وكذلك أوردتم عن مثلها لو قلّد الأعراب: أهل البادية.
لكن ماذا لو قلّد فئة من الناس -مزاحا وضحكا- بأسلوبهم وحركاتهم، وبدون تعيين أحد، فقط تقليدهم وهم بالطبع لديهم نقص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل عدم جواز السخرية من المسلم، ولا الضحك منه، ولا محاكاته على جهة الاستهزاء لأجل مهنة يمتهنها، أو نسب ينتمي إليه، أو غير ذلك. وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ {الحجرات:11}.

فمن حاكى أصحاب صنعة معينة، أو أهل بلد معين، مريدا السخرية والاستهزاء، فهذا سلوك ذميم، لا يليق بمسلم تعاطيه.

قال ابن حجر في الزواجر: وَالسُّخْرِيَةُ: الِاسْتِحْقَارُ وَالِاسْتِهَانَةُ، وَالتَّنْبِيهُ عَلَى الْعُيُوبِ وَالنَّقَائِصِ يَوْمَ يَضْحَكُ مِنْهُ، وَقَدْ يَكُونُ بِالْمُحَاكَاةِ بِالْفِعْلِ أَوْ الْقَوْلِ أَوْ الْإِشَارَةِ، أَوْ الْإِيمَاءِ أَوْ الضَّحِكِ عَلَى كَلَامِهِ إذَا تَخَبَّطَ فِيهِ، أَوْ غَلَطَ، أَوْ عَلَى صَنْعَتِهِ، أَوْ قَبِيحِ صُورَتِه. انتهى.

فجعل المحاكاة بقول أو فعل من السخرية المذمومة شرعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني