الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب لا تمنع من إجابة الدعاء بإطلاق

السؤال

من فترة كبيرة أمارس -للأسف- العادة السرية، وكنت تركتها من فترة، وكان لي دعوة وحاجة من حوالي شهرين أدعو بها، وأتمنى أن تتحقق.
لكن -وللأسف- بعد انقطاع دام عشرين يوما، عملت العادة ثانية، وخائف ألا يستجاب دعائي كل هذه الفترة بسبب هذه الغلطة.
وأنا ندمان، وسأعمل كل جهدي لعدم الوقوع فيها مرة أخرى، لكني خائف جدا من أن يغضب الله علي، ويعاقبني بفقدان دعواتي.
فهل من الممكن أن يكون ذلك هو سبب عدم الاستجابة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أولا هو التوبة من تلك المعصية، سواء كانت لك حاجة تدعو بها أم لا.

وأما خوفك من عدم إجابة الدعاء بسبب ذلك الذنب؛ فلا شك أن الذنوب قد تكون سببا في عدم إجابة الدعاء، كما بيناه في الفتوى: 232450. عن موانع إجابة الدعاء، ومثلها الفتوى: 317611 .

فقد يُحرم العبدُ إجابة دعاءٍ بسبب ذنب فعله، ولكن هذا لا يعني أن الله لا يستجيب دعاء المذنبين بإطلاق، ولو كان الأمر كذلك لما استجاب الله دعاء أحد؛ إذ لا يخلو العبد من ذنب وخطيئة.

وقد ذكر الإمام النووي في كتابه الأذكار عن الإمام سفيان بن عُيينة -رحمهُ الله- أنه قال: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 14 و15].

فاجتهد أيها السائل في تحقيق التوبة، وأحسن الظن بالله تعالى أن يجيب دعاءك، وانظر أنواع إجابة الدعاء، وأسباب تأخرها الفتاوى: 421351، 316117، 275179.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني