الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من ظن في صلاة العصر أنه يصلي المغرب

السؤال

عندي سؤال -الله يرحم والديكم-. وهو أني أحيانا أصلي، وأسهو، وأظن نفسي في صلاة أخرى. مثلا: أصلي العصر، فظننت نفسي في المغرب، فجلست للتشهد الأخير في الركعة الثالثة، لكن تيقظت، ونهضت فورا.
وأيضا في إحدى المرات كنت أصلي الظهر، فقمت من ركعتين ظنا مني أنها العصر.
أرجو إجابة شافية. شكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن من نوى صلاة، ثم ظن في أثنائها أنه في أخرى، فقد اختلف العلماء في صحة صلاته إن عمل عملا ينبني على هذا الظن، والصحيح -إن شاء الله- أن صلاته صحيحة.

قال النووي في شرح المهذب: لو شرع في صلاة الظهر، وظن في الركعة الثانية أنه في العصر، ثم تذكر في الثالثة أنها الظهر؛ لم يضره، وصلاته صحيحة. انتهى

وهذا الذي ذكره النووي من مذهب الشافعية هو احتمال عند الحنابلة. قال المرداوي في الإنصاف: قَالَ فِي الْفُرُوعِ: إنْ أَحْرَمَ بِفَرْضِ رُبَاعِيَّةٍ، ثُمَّ سَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يَظُنُّهَا جُمُعَةً، أَوْ فَجْرًا، أَوْ التَّرَاوِيحَ، ثُمَّ ذَكَرَ: بَطَلَ فَرْضُهُ وَلَمْ يَبْنِ. نَصَّ عَلَيْهِ. كَمَا لَوْ كَانَ عَالِمًا قَالَ: وَيُتَوَجَّهُ احْتِمَالٌ وَتَخْرِيجٌ يَبْنِي كَظَنِّهِ تَمَامَ مَا أَحْرَمَ بِهِ. انتهى

وإذا علمت هذا، وأن الصلاة صحيحة -إن شاء الله- إذا سها المصلي، فظن أنه في صلاة غير التي نواها؛ فإن عمل المصلي عملا يوجب سجود السهو؛ كزيادة جلوس كما في الصورة الأولى المسؤول عنها حين ظننت أنك في المغرب، فزدت جلوسا في الثالثة، فإن الواجب في هذه الحالة أن يسجد المصلي سجدتي السهو، وأما إذا لم يأت بما يوجب السجود كما في الصورة الثانية المذكورة في سؤالك، وهي المذكورة في كلام النووي، فالصلاة صحيحة، ولا يجب شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني