الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاحتراز من لقاء الزوجة وأم الزوج لتجنب المشاكل

السؤال

أنا شخص متزوج منذ 6 سنوات، ولدي 3 أطفال.
أنا وزوجتي متفاهمان جدا، ومرتاحان جدا في حياتنا. زوجتي امرأة ملتزمة ومتدينة، وتطيعني أتم الطاعة، وتحفظني في بيتي ومالي وأبنائي. وتربي أبنائي أفضل تربية، وتقوم بتحفيظهم القرآن.
منذ بداية زواجنا وأنا أحاول إرضاء أمي بشتى الوسائل، ولكن بلا جدوى، كلما تقربت منها أكثر وقربتها من بيتي زادت المشاكل.
وأنا في أغلب الأحيان لا أرى لها أي حق فيما تفتعل من مشاكل، ولا أرى أي مبرر سوى غيرتها من زوجتي، ومن علاقتنا. حيث إن أمي تعاني من عدة عقد نفسية بسبب أبي وظلمه لها، وبسبب معاناتها منذ بداية حياتها وحتى الآن.
بعد محاولات للتأليف بين أمي وزوجتي دامت خمس سنوات، تأذيت نفسيا وتأذت علاقتي مع زوجتي، وكاد بيتي يخرب؛ قررت الابتعاد ورحلت إلى بيت أبعد عن أهلي بعد أن كنت أسكن في حيهم، وأنا الآن أزورهم أقل بكثير من السابق، حيث أصبحت أزورهم أسبوعيا أو كل 10 أيام. بعد أن كنت أزورهم بشكل يومي، وأتهرب دائما من زيارتهم لي، بعد أن كنت أنا الأكثر سعيا لها.
خلال خمس سنوات مضت، كلما زارني أهلي، أو قمت باستضافتهم، كانت تبدأ المشاكل والانتقادات من أمي، وكادت تدمر العلاقة بيني وبين زوجتي عدة مرات.
أنا الآن أريد أن أسأل عن حكم تجنبي لاستضافة أمي، وتجنبي لأي لقاء بين أمي وزوجتي سواء في بيتي أو بيت أهلي، علما أني منذ سنة أو أكثر لا أصطحب زوجتي لبيت أهلي، ولا أقوم بدعوة أهلي لبيتي، مع تلميح أمي بذلك، وأحيانا مطالبتها. ولكني -والله على ما أقول شهيد- أفعل هذا تجنبا للمشاكل، وأنا متيقن أن زيارة أمي لبيتي ستنتهي بالمشاكل كالعادة، ولن تجلب السرور لقلب أمي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نوصيك أولا بكثرة الدعاء لأمك أن يرزقها الله -سبحانه- رشدها، ويقيها شر نفسها، وسيئ عملها. فالدعاء بمثل هذا من أفضل البر والإحسان.

والمشاكل بين أم الزوج وبين الزوجة يكثر حدوثها عادة، وقد تكون الغيرة من أكثر أسبابها.

واجتهادك في سبيل التوفيق بين أمك وزوجتك، هو السبيل الأمثل لحل المشكلة، وقد ذكرت أنك قمت بهذا واجتهدت في سبيل تحقيقه، فجزاك الله خيرا، ونرجو أن لا تيأس، فعسى الله أن ييسر ذلك، ويوفق إلى تحصيله، فالله على كل شيء قدير.

ولا حرج عليك في تجنب اجتماع أمك وزوجتك في مكان واحد، حذرا من وقوع المشاكل.

واعمل على البر بأمك وصلتها بكل ما هو ممكن من الزيارة والاتصال، وتفقد الأحوال، وغير ذلك مما تحصل به الصلة، وانظر لمزيد الفائدة، الفتوى: 234154.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني