الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لدي سؤال: حلت ليلة القدر المباركة -بإذن الله- فاشتغلت فيها بالدعاء بكل شيء أريد الحصول عليه، مثل الدعاء بزيادة الجمال لي ولغيري. ونقصان الوزن لي ولغيري، ولأختي وأقاربي، ولم أكن أعلم أن هناك اعتداء في الدعاء إلا الآن، عندما كنت أتصفح موقعكم، وأخاف الإثم الكبير.
أتمنى الجواب. هل علي إثم كبير، على الرغم من عدم معرفتي بالاعتداء في الدعاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك -إن شاء الله- فأما زيادة الجمال: فإن الله يلقي على وجه المؤمن نورا بسبب طاعته تحسن به هيئته في أعين الناظرين، كما جاء عن بعض السلف: إن للحسنة لنورا في الوجه، وضياء في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. ذكره ابن القيم في الداء والدواء.

فالجمال بهذا المعنى ممكن زيادته، كما أن من الوسائل المعروفة من الأصباغ والأدهان ونحوها ما يحسن الهيئة ويزيد في الجمال، فزيادة الجمال بهذا الاعتبار أيضا مما يجوز الدعاء به، وليس اعتداء في الدعاء.

وأما الدعاء بزيادة الجمال، بقصد تغيير الخلقة مما يعلم عادة أنه ممتنع، فهو من الاعتداء الممنوع، إذ من صور الاعتداء في الدعاء: الدعاء بمستحيل عادة، وراجعي الفتوى: 323944.

وأما الدعاء بنقصان الوزن، فوضوح جوازه مما لا يحتاج إلى بيان، ومن ثم فلا حرج عليك ولا إثم إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني