الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ارتكب إثمًا بسبب شخص نقل خبرًا غير صحيح

السؤال

ماذا يُفعل بشخص فعل إثمًا بسبب شخص نقل خبرًا غير صحيح؟ وهل الذي فعل الإثم عليه أوزاره، أم إن أوزاره تذهب إلى ناقل الخبر غير الصحيح، كما قال الله تعالى: "لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ" {النحل:25}؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن ارتكب إثمًا؛ فإثمه عليه، وقد قال سبحانه وتعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21}، وقال سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}، وفي الحديث: أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ. رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه.

ولا يمنع هذا أن يلحق الإثم أيضًا من كان سببًا في ارتكابه الإثم، فمن أخبر شخصًا مثلًا بخبر كاذب عن آخر، وترتب عليه ظلمٌ، أو سوء ظن، أو اعتداء؛ فإن الإثم على الظالم والمعتدي ابتداء؛ لظلمه لذلك الشخص، ولعدم تثبته، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}، قال في التحرير والتنوير: دَلَّ قَوْلُهُ: فَتُصْبِحُوا عَلى مَا فَعَلْتُمْ نادِمِينَ: أَنَّهُ تَحْذِيرٌ مِنَ الْوُقُوعِ فِيمَا يُوجِبُ النَّدَمَ شَرْعًا، أَيْ: مَا يُوجِبُ التَّوْبَةَ مِنْ تِلْكَ الْإِصَابَةِ؛ فَكَانَ هَذَا كِنَايَةً عَنِ الْإِثْمِ فِي تِلْكَ الْإِصَابَةِ. اهــ.

ولا يقال: إن إثمه على من أخبره، بل لكلٍّ ذنبه، فالمخبر إن كان كاذبًا، فهو آثم لكذبه، وإن كان نقل خبرًا كاذبًا بلا تثبت، فهو آثم من جهة عدم تثبته. وذاك آثم لظلمه للناس، وعدم تثبته، وانظر الفتوى: 62180 في خطورة الحكم على شخص بدون بينة شرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني