الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول الزوج لزوجته: "تكون أمي زوجة لي"

السؤال

شاهدت سجل البحث عند زوجي، فكان أغلبه أفلامًا إباحية، وصارحته بأسلوب لبق للمرة الثانية، ولكنه أنكر كالمرة الأولى، وقال: من الجائز أن يكون الإيميل مع شخص آخر، ولكني أستبعد ذلك؛ لأن البحث عن هذه الأفلام كان في وقت وظيفته التي يكون فيها وحده، وقد حلف، وقال: "تكون أمّي امرأة لي، إذا أمسكت هاتف كاميرا من الآن فصاعدًا في الدوام"، فقلت له: تحضر مثل هذه الأفلام؟ فقال لي مرة أخرى: "تكون أمّي امرأتي، إذا أحضرتها".
وفي المرة الأولى أمسكت هاتفه عندما ذهب ليأكل، وكان قد نسي الفيلم الإباحي مفتوحًا، وأنكر وحلف، أي أن حلفه على أن أمّه تكون امرأته باطل؛ لأنه يقوم بهذه التصرفات، فما كفارة حلفه؟ وأنا لا أطيقه منذ ذلك الوقت، ولأنه وقت المشكلة ذكر الرب والدِّين. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أن قول الزوج لزوجته: "تكون أمّي زوجة لي"، لا يترتب عليه شيء من كفارة، ونحوها، فراجعي الفتوى: 140513.

وإذا كان زوجك يشاهد الأفلام الإباحية، فقد أتى أمرًا منكرًا، ويشتدّ النكران ويعظم القبح بفعل ذلك من رجل متزوج له من الحلال ما يعفّ به نفسه.

وإذا قدر لك أن تطلعي على هذا الفعل من زوجك بغير قصد، فلا شيء عليك.

وإن كنت قمت بالتجسس والبحث في هاتفه؛ فالتجسس محرم؛ فالواجب عليك التوبة من ذلك، وانظري الفتويين: 60127، 5450.

بقي أن نعلّق على ما ذكرت في نهاية سؤالك من قولك: (ولأنه وقت المشكلة ذكر الرب والدِّين)، فإن كان مقصودك بذلك أنه صدر عنه شيء من السب للرب أو الدِّين، فهذا منكر عظيم، تترتب عليه الردة، وحرمتك عليه.

فإن لم يتب من ذلك، فيجب عليك مفارقته، وعدم تمكينه من نفسك.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين: 244450، 278665.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني