الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من لم يستطع رد الحقوق المالية

السؤال

أذنبت في حق عبد من عباد الله في ماله، فقد كنت أطالبه برفع مرتبي، وكان يرفض باستمرار، وقد عاقبني ربي في ستر منه -عز وجل-، ولا أستطيع مواجهته -حيًّا كان أو ميتًا-، وقد تبت فيما بيني وبين ربي، وحاولت عمل عمرة له من قبل، وفشلت، وقدرتي المالية لا تسمح بأيِّ شيء، وأدعو له يوميًّا أن يعوضه الله من كرمه، ويتجاوز عني من فضله، فماذا أفعل؟ فأنا لا أنام؛ خوفًا من لقاء ربي في ديوان المظالم. أفيدوني -يرحمكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان للرجل الذي ظلمتَه حق ماليّ عليك؛ فالواجب عليك ردّه إليه -إن كان حيًّا، وتعلم مكانه-، ولا تبرأ ذمّتك بعمل عمرة عنه، ولا بغير ذلك في هذه الحال.

وإن مات؛ فالواجب عليك دفعه إلى ورثته.

وإن لم تجده، أو مات، ولم تجد ورثته، فتصدّق به عنه.

وإن كنت لا تملك من المال ما تؤدّي به حقه، بقي عليك دَينًا حتى تؤديه.

ثم إن مت قبل الأداء، وكنت صادقًا في نية ردّ الأموال لأصحابها؛ فإن الله تعالى بمنّه وكرمه يؤدّي عنك، وانظر الفتوى: 114435. وما تضمنته من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني