الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجوز رؤية فيديوهات محتواها مباح يقوم بأدائها كافر أو فاسق؟

السؤال

ما حكم مشاهدة فيديوهات محتواها غير محرم مثل الطبخ، أو عن العلم، أو الطب مثلا، وما شابه، لكن يقوم به أجانب طبعا يكونون عادةً غير مسلمين، ويحتمل أن يفعلوا، أو يقولوا أشياء تخالف أخلاقنا، بل وربما عقائدنا.
فهل يجوز أن أشاهد المحتوى المجهول لي، فإذا وجدته يخلو من محرم أشاهده؟ أم لا يجوز مشاهدة ما لا أعرف إن كان محتواه نظيفا؟
وخصوصا مثلا إذا علمت أن هذا الشخص فعل مسلسلا مثلا مليئا بما لا يرضي الله، لكنه بعد ذلك عمل فلما، أو فيديو كوميديا، ليست له علاقة بما سبق.
هل لي أن أشاهد ذلك إن وجدته جيدا ومناسبا؟ أم يكون ذلك من دعمه، وهو يفعل ما يفعل، ولا يهتم إذا كان حراما أم لا؟
وهل إذا كان ممثل أجنبي وقال شِرْكِيًّا في فلم من أفلامه، أيجب أن أجتنب أي شيء من جانبه؛ سواء تجوز مشاهدته في نفسه، أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمعتبر هو المحتوى بغض النظر عن حال من يؤديه، فما كان خاليا من المنكرات والمحاذير الشرعية: لا تحرم مشاهدته، وإن كان من يؤديه كافرا، أو فاسقا. والمحتوى المحرم لا تجوز مشاهدته، وإن كان من يؤديه مسلما.

وأما المحتوى المجهول؛ فالأصل أنه لا يحرم، ثم يكون الحكم بعد ذلك بحسب الواقع.

ومع هذا .. فباب الورع والاحتياط في الدين مفتوح، وهو مطلب مقصود، وصاحبه على سبيل سلامة وفلاح، فما احتمل الحل والحرمة، أو احتمل وجود المحظور فيه وخلوه منه، فالبعد عنه غنيمة ورشاد، والاحتساب في تركه هو الصواب والسداد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني