الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجلوس في مجالس الغيبة للحاجة مع اجتناب الاستماع

السؤال

عندما أكون جالسًا في مكان، ويغتاب فيه شخص، وظللت فيه جالسًا للحاجة؛ كونه المكان الوحيد في البيت الذي يوجد فيه نت جيد، وكنت أحتاج للنت؛ لكي أسأل عن أسئلة شرعية.
فإذا نهيتهم عن المنكر، فلم يستجيبوا، فهل آثم لأني ظللت جالسًا، ولم أكن مركزًا معهم، بل كنت مركزًا في أسئلتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فطالما أنك أنكرت على المغتابين، واحتجت للبقاء، مع تحاشيك الاستماع، فلا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- في سماع ما قد يصل إلى أذنك من كلامهم؛ ففرق بين الاستماع بقصد والسماع بغير قصد، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فالرجل لو يسمع الكفر، والكذب، والغيبة، والغناء، والشبابة من غير قصد منه؛ بل كان مجتازًا بطريق، فسمع ذلك، لم يأثم بذلك باتفاق المسلمين.

ولو جلس، واستمع إلى ذلك، ولم ينكره -لا بقلبه، ولا بلسانه، ولا يده-، كان آثمًا باتفاق المسلمين، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون}. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني