الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصر الصلاة لمن يقطع مسافة السفر يوميا للدراسة

السؤال

أنا طالبة أدرس الطب، أسكن في مدينة الشروق، وأذهب إلى حلوان عن طريق شروق السلام، ثم من السلام إلى حلوان.
الطريق ذهابا فقط يبلغ تقريبا 91 كيلو مترا، ويجب عليَّ العودة نفس تلك المسافة، بشكل شبه يومي، مع مشقته؛ لأنه ليست لديَّ سيارة خاصة، بل أركب أربع مواصلات لكي أصل إلى الجامعة. يجب عليَّ الخروج أحيانا مبكرا منذ السادسة صباحا، وأحيانا أخرى بعد العاشرة صباحا.
أجلس خارج المنزل لمدة طويلة تصل إلى عشر ساعات، بل أكثر في بعض الأحيان. كما أنني أعاني من مشاكل في ظهري ورقبتي وقدمي، فلا أكون مرتاحة عند الوضوء خارج المنزل؛ لأنه يكون متعبا بسبب ملابس الخروج، كما أن مجهود الطريق بالنسبة لآلام أعصابي وعظامي المزمن منذ سن العاشرة تقريبا يرهقني، أضف إلى ذلك المجهود الذهني لسماع محاضرة تستقبل فيها معلومات قد تصل مدة المحاضرة أربع ساعات أو أكثر، كما أن تعب الطريق الذي يأخذ ساعتين ونصفا يأخذ من صحتي، لأنني -كما ذكرت سابقا- أعاني من بعض المشاكل الصحية. لذلك عندما سألت وبحثت قيل لي إن أكثر من 83 كيلو مترا يعد سفرا، حتى لو لم أكن أعاني من أي مشاكل صحية، لكن صديقتي قد سألت أحدا خبيرا في الدين، فتشدد وغضب، وقال لا يجوز لي قصر الصلاة، ويجب أن أتمها.
فأرجو النصيحة كما قال كتاب الله وسنة رسوله.
هل يجوز لي الصلاة قصرا، أم يجب عليّ إتمامها؟
شكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمذهب جمهور العلماء أن الصلاة تقصر في أربعة برد، وهي ثمانية وأربعون ميلا، وقدر تلك المسافة كثير من المعاصرين بثلاثة وثمانين كيلو مترا تقريبا.

وما دامت المسافة التي تقطعينها بين البلدين تزيد على هذا المقدار، فيسن لك قصر الصلاة الرباعية، ويجوز لك الجمع بين صلاتين: الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء حتى ترجعي إلى بلدك.

وإن كانت المسافة بين طرفي البلدين أقل من المسافة المبيحة للقصر، فليس لك رخصة في قصر الصلاة الرباعية، لكن يجوز لك بسبب ما تعانينه من المرض أن تجمعي بين الصلاتين مع الإتمام، وانظري لبيان حالات جواز الجمع بين الصلاتين الفتوى: 6846، وللفائدة أيضا، تنظر الفتوى: 142323.

وليس يفوتنا أن ننبهك على أن سفرك بغير محرم يمنعه جمهور العلماء، وإن أجازه بعضهم إذا كانت الرفقة مأمونة.

وينبغي لك الخروج من الخلاف، وأن تحرصي على أن يصحبك في سفرك محرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني