الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكوابيس والخيالات بعد الخِطبة هل تدلّ على السحر؟ وهل الأفضل إتمام الزواج أم التأني؟

السؤال

بعد الاستخارة، والخِطبة، والتوافق، والودّ بيننا، أصيب خطيبي بخنقة شديدة، وكوابيس، واشتكى من ظهور خيالات حوله في منزله، مع العلم أنه يسكن وحيدًا في المنزل الذي من المفترض أننا سنتزوج فيه، وصار يرى دمًا أو سائلًا أحمر في أرضية دورة المياه، ويجد مناديل ورقية محروقة، وشعرًا ملفوفًا حوله، ويرى يوميًّا كوابيس، ويسمع أصواتًا كالوساوس، تهدّده حول إتمام الزواج، ويشتكي أنه يراني بأشكال مختلفة، ويشعر أنه مربوط، فذهبنا لشيخ فاضل، ونصح بالمداومة على قراءة سورة البقرة، والأذكار، وسرعة إتمام الزواج، وعلى الأقل كتب الكتاب؛ لأنه يرى أن كل ما يعاني منه خطيبي سيذهب بمجرد الزواج، وألحّ علينا الشيخ في ذلك بإصرار، فوافقت، ورفض خطيبي؛ لأنه يخاف أن يعاني من أذى أكبر نتيجة السحر، وأنه سيكون غير قادر على إتمام الزواج بسبب الربط، وطلب تأجيل الزواج حتى يجد حلًّا أولًا، ولا زالت لديه الرغبة في الارتباط بي، ولكن الخوف هو ما يمنعه.
قام بعمل كل الفحوصات الطبية، وأثبتت أنه سليم عضويًّا، فهل نسرع في إتمام الزواج -كما نصح الشيخ-، أم إن الربط والسحر سيؤدّي إلى الطلاق، والخلافات -كما يقول خطيبي-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال على ما هو مذكور في السؤال؛ فالغالب أن يكون ما حدث لخاطبك بسبب سحر، أو مس، ونحوهما.

فننصحه بكثرة الدعاء، والذِّكر، وتلاوة القرآن، والمحافظة على الفرائض، واجتناب المعاصي، والاستمرار في الرقية الشرعية، عسى الله أن يدفع عنه بذلك كله البلاء، وييسر له الشفاء، وراجعي الفتويين: 7975، 4310.

وما دام على هذه الحال، فلا ننصح بالإسراع بإتمام الزواج، بل الأولى التأنّي، والاجتهاد في سبيل العلاج؛ لأننا نخشى أن يتم الزواج، ويسوء بعده الحال، ويكون النزاع، والشقاق، ويكون بعدهما الفراق؛ ولذلك عواقب لا تحمد.

نسأل الله تعالى له العافية، وأن يجمع بينكما في خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني