الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب بسبب عدم استقامة الوالدين

السؤال

أنا قلق وحزين بسبب حالة والديّ الدِّينية، وأخاف عليهما من عذاب الله، وحلمي أن أكون معلِّمًا لهما في المستقبل، وأدعوهم، وأعلمهم الدِّين، وأكون أنا سبب هدايتهم -بفضل الله وحده سبحانه-، وهذا ما أرجوه من الله، فقد سجّلت في الجامعة الإسلامية، ولو قُبِلتُ فأتمنى البقاء هنالك -ولو ست سنوات- لأدرس البكالوريوس، وربما الماجستير، لكني خائف من البقاء أكثر من مدة البكالوريوس أن يصيبهما شيء -لا قدر الله-، فلا أدركهما، فهل هذا وسواس؟ وهل الأفضل أن أبقى مدة لا بأس بها، وأتعلّم، أم أبقى أقصر مدة ممكنة، وأرجع لوالديّ، وأعلمهم؟ ماذا لو حصل لهما شيء -لا قدر الله-، وأنا هنالك؟
وأنا أعالج حاليًّا بمضادات الاكتئاب، ومن الأشياء التي تحزنني كثيرًا عدم استقامة والديّ، فأنا أحبّهما جدًّا، وأخاف عليهما، فهل يجوز لي أن أخبر والديّ أن سبب حزني، أو أن من أسبابه حالتهما الدِّينية، ولو أدّى ذلك إلى حزنهما؟ مع العلم أن الغرض هو إشعارهما بأنهما على خطر، وأني خائف عليهما من سخط الله، فهل هذا جائز بهذا الغرض؟ أحسن الله إليكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاذهب، وادرس، ولا توسوس، وإذا قضيت أربك من دراستك، فارجع.

وما تخشاه ليس إلا وسواسًا لا حقيقة له.

ويمكنك أن تدعو والديك، وتعلّمهما عبر وسائل التواصل المختلفة، والتي قرّبت البعيد -بفضل الله تعالى-.

وليس ينبغي لك أن تكتئب لعدم استقامة والديك؛ فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى.

وما عليك إلا النصيحة بلين، ورفق.

ولا تخبر والديك بشيء؛ لئلا تحزنهما، لكن خذهما إلى الاستقامة بالتدريج بلين، ورفق، وادعهما إلى الله جاهدًا مخلصًا في ذلك، حتى يسيرا على الصراط المستقيم.

ووالداك ما داما موحدين؛ فهما على خير، وإلى خير -بإذن الله-، وأنت لم تبيّن لنا ما وجه عدم استقامتهما؛ إذ قد يكون ذلك مجرد وهم، وغلوّ منك.

وعلى كل حال؛ فما عليك إلا مناصحتهما بالحسنى، والأدب التام، والدعاء لهما بخير الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني