الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة من ينطق الذال دالا في كلمة (الذين) في الفاتحة

السؤال

ما حكم شخص كان ينطق في الفاتحة بدال وليس بذال، عند: {صراط الذين أنعمت عليهم}، وفي تسبيح الركوع كان يقول: سبحان ربي العضيم، وليس العظيم.
فما حكم صلواته السابقة، مع العلم أنه كان يشك في أنه يخطئ في الفاتحة، ولكنه ذهب إلى شيخين وقرأ أمامهما ولم يقولا شيئا.
وكان يشك أنه يخطئ في بعض الأحرف، ولكنه تكاسل وينسى أحيانا عن السؤال، ثم علم لاحقا أنه يخطئ في نطق الذال.
فهل عليه إثم؟
وبارك الله فيكم على كل مجهوداتكم. وبارك الله في فريق العمل، وكل من ساهم في هذا الموقع.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن الشخص المسؤول عن حالته لديه بعض الوساوس، حيث يشك في كونه يخطئ في بعض الحروف.

فإذا كان قد قرأ الفاتحة على شيخ ولم يظهر منه خطأ، فهذا دليل على كونه موسوسا، فليعرض عن الوسوسة، ولا يلتفت إليها، فإن الوسوسة في مخارج الحروف من مداخل الشيطان، كما سبق في الفتوى: 213097.

وعلى افتراض أن الشخص المذكور قد أبدل الذال بالدال في الفاتحة من غير قصد، فإنه لا يأثم؛ لأن الإثم مرفوع عن المُخطئ. لقوله صلى الله عليه، وسلم: إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني.

كما أن صلاته صحيحة عند بعض أهل العلم كالمالكية، ويجوز له تقليد هذا القول، فهو من بلد يسود فيه المذهب المالكي، كما هو الظاهر. وراجع الفتوى: 291883 وهي بعنوان: "مذهب المالكية في الصلاة اللاحن غير المتعمد"

أما إبدال الظاء بالضاد في كلمة "العظيم" فإنه لا يضرّ، كما رجّح ذلك بعض أهل العلم، نظرا لتقارب الضاد، والظاء في المخرج. وانظر الفتوى: 290377

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني