الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوكل على الله تعالى يكون في كل الأمور

السؤال

هل التوكل على الله في الأمور التي نعزم على فعلها، أم في الأمور التي ليست بأيدينا، أم في الاثنين معًا؟
على سبيل المثال: أنا أسعى إلى رزق واسع، فهل أتوكل على الله في الرزق الواسع مع الأخذ بالأسباب؟ أم أتوكل على الله في الأخذ بالأسباب في الأمور التي أنا عازم على فعلها من العمل لتحقيق الرزق؟ أم أتوكل على الله في الرزق، وأتوكل على الله في الأخذ بالأسباب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالتوكل على الله تعالى يكون في كل الأمور، وجميع الشؤون: يسيرها وعسيرها، قليلها وكثيرها، ظاهرها وباطنها، غاياتها ومقدماتها، أسبابها ومسبباتها؛ فإن الله تعالى إذا لم ييسر الأمر؛ لم يتيسر، كما قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: سلوا الله كل شيء؛ حتى الشسع، فإن الله إن لم ييسره؛ لم يتيسر. رواه أبو يعلى، وابن السني. وقال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن نمير، وهو ثقة. اهـ. وقال الألباني: موقوف جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم. اهـ.

ولذلك أطلق الله تعالى الأمر بالتوكل عليه، ولم يقيده بشيء؛ ليشمل كل شيء، كما قال تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا [الأحزاب:3]، قال المناوي في «فيض القدير»: قال الداراني: "كل الأحوال ‌لها ‌وجه ‌وقفا، إلا التوكل؛ فإنه وجه بلا قفا"، يعني هو إقبال على الله من كل الوجوه، وثقة به ... وما أحسن ما قال شيخ الإسلام الصابوني:

توكل على الرحمن في كل حاجة . . . أردت فإن الله يقضي ويقدر

متى ما يُردْ ذو العرش أمرًا بعبده. . . يُصبْه وما للعبد ما يتخير

وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه. . . وينجو بإذن الله من حيث يحذر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني